أحيى رميم الشعر بعد هموده ... وأعاد للأيام عصر الأصمعي
كلمٌ لها في السمع أطرب نغمةٍ ... وبحجرة الأسرار أحسن موقع
كالزهر خامره الندى فتأرجت ... أنفاسه بالعنبر المتضوع
يعنو لهما الخصم الألد ويغتذي ... بلبانها ذهن الخطيب المصقع
هي نجعة الأدب التي من أمها ... ألقى مراسيه بوادٍ ممرع
ملكت هوى نفسي وأحيت خاطري ... وروت صدى قلبي ولذت مسمعي
فأسلم شكيب ولا برحت بنعمة ... تحنو إليك بأيكها المتفرع
فلأنت أجدر بالثناء لمنةٍ ... أوليتها والبرّ أفضل ما رُعي
أرهفت حدي فهو غير مفلل ... ورعيت عهدي فهو غير مضيّع
وبثقت لي من فيض بحرك جدولاً ... غمر البحار بسيله المتدفع
عذبت موارده فلو ألقت به ... هيم السحاب دلاءها لم تقلع
وزهت فرائده فصارت غرةً ... لجبين كل متوجٍ ومقنع
هو ذلك النظم الذي شهدت له ... أهل البراعة بالمقال المبدع
أبصرت منه أخا أيادٍ خاطباً ... وسمعت عنترة الفوارس يدّعي
وحلمت أني في خمائل جنةٍ ... ومن العجائب حالمٌ لم يهجع
فضل رفعت به منار كرامةٍ ... صرف العيون عن المنار لتبّع
فمتى أقوم بشكر ما أوليتني ... والنجم أقرب غايةً من منزعي
فأعذر إذا قصر الثناء فإنني ... زرت المقال فلم أجد من مقنع
لازلت ترفل في وشاء سعادةٍ ... وحبير عافيةٍ وعيشٍ أمرع
(وفي العدد القادم جواب الأمير)