المراسلات السامية
وكتب الأمير شكيب أرسلان إلى سامي باشا البارودي جواباً على قصيدته العينية المنشورة في العدد الماضي:
أترى يحل هواك بين الأضلع ... ويحل لي بسواك ذرف الأدمع
وأبي أشرك فيك في دين هوى ... وأكون للتوحيد أول مدعي
وتظل تشرد بي لغيرك صبوة ... هي من سجوفك في المحل الأمنع
وأهيم في روض الحسان موزعاً ... قلباً وهي بالحمل غير موزع
قلب عليك تختمت أبوابه ... ما نحوه لسواك طرقة مطمع
إني طويت عن النسيم شغافه ... إن جاءني من غير تلك الأربع
وحجبت عن كل العواطف حجبه ... إلا الحنين لبدر ذاك المطلع
وأبحت إلا في الغرام هوادةً ... ومنعت إلا أنة المتوجع
أضحت تغاير في هواك جوارحي ... حتى ليغضب ناظري من مسمعي
وأغار من طرفي لغيرك ناظراً ... لمحاً ولو شيم البروق اللمع
ولو استطعت الشمس ذدت لهابها ... عن وجنتيك ولو سعت في رقع
ولقد أغار الهاجس من خاطرٍ ... من سر مهجة راهب متورع
يمشي إليك ولو بأعمق قلبه ... ويشير بالأفكار لا بالإصبع
درعت حسنك بالكمال وفتية ... من حول خدرك حاسرين ودرّع
في كلةٍ تذر الضراغم عندها ... من ذلة أمثال عفر الأجرع
ما للمطامع في الوصال ودونه ... خفر الشريعة والرماح الشرّع
نفسي الفدا لمقنع هجرت له ... أجفانهن شفار كل مقنع
تتهافت الأوهام عن حجراته ... ويرد خاطره المتيم إذ يعي