ابتسامتي السالفة. أتذكر يوم كنت تقول لي إن ابتسامتي مسروقة من ثغور الملائكة؟ فأين أنت اليوم لتنظر ما قد حل بتلك الابتسامة؟
حقاً ما أظلم الآلهة: إنها تمنح الربيع للطبيعة، والأريج للأزهار، والحب للقلب، ولكنها تمنع الابتسامة عن ثغور الحزانى فما أشقى القلب الحزين - الحزين بسبب الحب!
* * *
فكرت فيك اليوم ملياً لسبب لا أدريه. ذكرتك فتمثلت نفسي كمن يستيقظ من حلم هائل. أصحيح أن ما بيننا قد انتهى؟ أصحيح أن صفحة الماضي قد انطوت؟ إذن لماذا لا تنطوي معها هذه الحياة؟ لماذا لا تخمد نبضات هذا القلب وتهدأ دقات هذا الفؤاد؟ أإلى هذا الحد يبلغ بالمرء الشقاء؟
* * *
إن الزمان هو الطبيب الأكبر يا. . . . هو سيشفيك من مرض الحب الذي ألم بك ردحاً من الأيام، وربما لا تزال آثاره في زوايا قلبك الذي كان قبلاً مسكناً لي. سوف يأتي يوم لا تذكر فيه من هذه التي تخاطبك الآن سوى شبح يتضاءل كلما مرت به الأيام إلى أن تسدل عليه حجاباً، وتقذف به في هاوية الماضي. وما أعرب تلك الهاوية اللاقرار لها - أبدية تفغر فاهاً لتبتلع كل تذكاراتنا العذبة، وأحلامنا الماضية - رحماك أيتها الأبدية بتلكم الآمال!