يمكن فصلها عن الجسم إلا بإيصال الضرر إلى صاحبه. وحاشية ذلك، إذ الشرح لابد له
من حاشية، إن الزنمة عند أهل الشرق غير موروثة، والجليدة عند الإفرنج متوارثة كابراً عن صاغر. مثال ذلك لقب الباشا والبيك والأفندي والآغا بل الملك إنما هو محصور في ذات الملقب به فلا ينطلق منه إلى ولده، فقد يمكن أن يكون ابن الوزير أو املك كاتباً أو نوتياً. أما عند الإفرنج فلا يصح أن يقال لابن المركيز إلا مركيز. . .
واصل الزنمة والجليدة في الغالب أكال يحدث في ذوي الأمر والنهي، لهيجان الدم عليهم. فلا يمكن تسكين هذا الهيجان وحك ذلك الأكال إلا بإحداث الهنة أو الجليدة. والغرض من كل ذلك انفراد شخص عن غيره بصفة ما.
. . . وأعلم أن الخواجا والمعلم والشيخ ليست ألقاباً معدودة في الهنات ولا في الجليدات. . . إنما هي خرقة تستر عورة الاسم الذي أطلق على المسمى، وهي غير مخيطة فيه ولا مكفوفة، ولا مسرجة ولا ملفوفة. بل هي كالبطاقة شدت إلى لابسها ليعرف بها سعره. إلا أنه كثيراً ما يقع الغلط في إلصاقها بمن ليس بينه وبينها من علاقة. . .