اعتبارنا أن الواجب لا يتسنى تحديده ووصفه فهو يتكيف بحسب الأحوال التي تقتضيه. غير أن من الواجبات ما أصبح عاماً معروفاً كواجبات الإنسان نحو نفسه، وواجباته نحو الهيئة الاجتماعية في نظر إجمالي وهو ما تحدّى ذكره ووصفه حضرة الفاضل سامي أفندي يواكيم الراسي أحد أدباء الجالية السورية في البرازيل في كتابه الواجبات - العامة والإفرادية.
أهدى إلينا حضرته هذا الكتاب فطلعنا معظمه فإذا هو نتيجة تفكر وتعمق في ما يحيط بكل إنسان من الأحوال. وخلاصة نظرات دقيقة تدل على ذكاء الكاتب واستدلاله بصغائر الأمور على كبائرها شأن المفكرين الباحثين الذين يقفون في بحثهم وتفكيرهم عند الأشياء التي يتجاوز عنها الكثيرون منا، ويعنون بدرس المسائل التي لا يخطر لمعظمنا أن يعنى بها هنيهة ما. تلك هي فلسفة الأشياء الصغيرة تبنى عليها الحقائق والنتائج.
فالواجبات - وإن كانا لا نوافق مؤلفه في كل أفكاره فيه - كتاب مفيد يحسن بأن يكون في مكاتب الأدباء إلى جانب الكتب العربية العصرية القليلة العدد في مثل هذا المواضيع المفيدة. أما لغته فسهلة سلسلة كأنما لم يحفل الكاتب إلا بالتعبير عن أفكاره بوضوح وجلاء غير مهتم لزخرفة العبارة وتزويق التركيب حتى لقد يعثر قلمه أحياناً ببعض الهنات فيهمله ويظل سائراً في طريقه. وكما يرى القارئ في غير هذا المكان فإننا اقتبسنا من الواجبات بعض الأفكار من الصفحات الأولى