منه دلالة على ما فيه من الفائدة. ولعلنا نفعل مثل ذلك في عدد آتٍ.
نشكر المؤلف على هديته ونلفت الأنظار إلى كتابه.
رواية البائسين - هي الرواية الاجتماعية الشهيرة التي وضعها فيكتور هوغو شاعر فرنسا الأكبر في نهضة آدابها الحديثة. وبطلها جان فالجان الذي حكم عليه بالنفي لأنه سرق كسرة خبزٍ ليسد بها رمق أولاد شقيقته يوم كانوا يتضورون جوعاً. كتبها مؤلفها سنة ١٨٦٢ وهو حينذاك في الستين من عمره. فنالت شهرة بعيدة وترجمت إلى معظم اللغات لأن كاتبها الكبير جمع فيها جل آرائه وأفكاره في الهيأة الاجتماعية. ويضيق بنا المجال اليوم لتحليل هذه المبادئ وإيفائها حقها من الدرس والبحث. جاءنا الجزء الأول من هذه
الرواية منقولاً إلى العربية بقلم الكاتبين جرجي وصموئيل يني صاحبي مجلة المباحث الطرابلسية. وقد حاول المعربان أن يطابقا الترجمة عل الأصل قدر الإمكان ليحفظا أسلوب المؤلف وخطته الكتابية. . . وقد سبق لحافظ إبراهيم منذ بضع سنوات أن عرب أيضاً جزءاً من هذه الرواية فكان لظهوره ضجة في عالم الأدب العربي. ولا ندري لماذا أحجم شاعرنا عن متابعة عمله. هذا ونحن لا نزال نقول إن نقل آداب الإفرنج إلى لغتنا لمما يكسب العربية ثروة طائلة من المعاني بشرط أن يوفق أدباؤنا إلى تعريب الصالح منها وإيفائه حقه.