للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣ - القصيم - البحث في علوم وآداب أهالي القصيم يتناول البلدتين المذكورتين اللتين تتقوم منهما فأهل هذه البلاد ليسوا كأهل الديار الأخرى. فلقد دخلوا بتجارتهم البلاد الكثرة من الأصقاع المتمدنة كالهند ومصر والشام ولندن ومدن أمريكا. وتجد بعضهم قد توطن تلك الربوع كما احتل بلاد العراق كبيرها وصغيرها. ولقد تقدموا في التجارة أحسن من غيرهم بكثيرة. وكذلك قل في العلوم على مختلف أنواعها وتشعب أفنانها. كل ذلك في البلاد المختلفة المذكورة كما في ديار قطرهم الواسع. فإنك لا تسير إلى بلدٍ إلا وتجد فيه منهم نفراً يتعاطى الأمور التجارية غير مغفل العلوم المعروفة في تلك البلدة. ولهذا إذا تيسر لك فدخلت بلادهم ترى فيهم هذا يكلمك بالتركية، وذاك يطارحك الكلام بالفارسية، وتسمع واحداً يذاكرك بالهندية، ويقبل إليك آخر بالإيطالية، ويقترب منك صديق محب يخاطبك بالفرنسوية إلى غير هذه اللغات من أردوية وتامولية وإنكليزية.

أما التاريخ فهم يعتنون به أشد الاعتناء. وكذلك يزاولون علوم الاجتماع والسياسة مزاولة تفوق معالجة سواهم لها. وهنا نختصر القول زائدين على ما تقدم ذكره عن الإمارتين الأوليين بخصوص العلوم والمعارف انه لا يوجد في تلك الربوع مدارس أو مكاتب على ما نشاهده في البلاد الأخرى المتمدنة من ابتدائية ورشدية وكلية وجامعة. أما مدارسهم فهي مدارس خاصة بهم تشمل جميع المطالب وتجمع في ردهاتها كل طالب على السواء. فالتلميذ يأخذ أي كتاب كان أو أي كتاب أراد قراءته ثم يحضر

<<  <  ج: ص:  >  >>