في أيديهم أدوات تامة العدد كما ترى في البلاد الراقية في المدنية. وعندي انه لو وجد في حوزتهم آلات تساعدهم على تحقيق أمنيتهم لبرزوا في الصناعات على من سواهم ولأتوا بكل عجاب. وأوقفك الآن على اغرب
من هذا كله: إنهم يتحررون المباحث العلمية الدقيقة ويتتبعون الاكتشافات الحديثة كالكهرباء والسلك الجوي وبعض الآلات البرقية وما ضاهى هذه الموضوعات الجديدة. وأعهد واحداً في القصيم يضيء محله بالنور الكهربائي الذي هو من صنع يديه وقد ركب الأجزاء التي يتولد منه بإعمال فكرته. وإذا كانوا لا يحققون دائماً ما يعقدون النية عليه فهو لأنهم في شغل شاغل عنه بما يقومون به من أمر المعيشة وتطلبها في الأقطار النائية.
١٠ - ديانتهم - بقي علينا إيراد أمر الديانة ولاعتقاد عندهم. فقد أسلفت وقلت إنهم يعتمدون على الكتاب (القرآن) والسنة (وهي الصحيح عن رسوم الله - صلى الله عليه وسلم -) ولدي بحث جليل في هذا الموضوع وهو لا يخلو من فائدة لمن يريد تتبع الحقائق على وجهها الصادق الصحيح واستقراء ثوابت الأمور. ولعلي أعود إلى هذا المجال في فرصة أخرى.
١١ - هواء البلاد - لا تكاد تلفظ كلمة نجد إلا وتتصور هذه البلاد تحت عينيك ويهب عليك نسيمها ويتلاعب أمامك هواؤها الطيب الجاف لأن معنى نجد ما أشرف من الأرض وارتفع واستوى وصلب وغلظ. . . ولا يكون النجد إلا قفاً أو صلابة من الأرض في ارتفاع مثل