للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجبل معترضاً بين يديك يرد طرفك عما وراءه. . . (عن التاج) - والهواء في منتهى الحرارة وقد تبلغ في الظل في بعض المواطن ٥٢ درجة بالميزان المئوي. وعند الصباح يهب نسيم طيب لذيذ في الصيف وإذا تكبدت الشمس السماء انقطع الهواء في شهر تموز وآب وأيلول حتى يكاد الإنسان يموت اختناقاً إلا أنه لجفافه لا يؤثر كثيراً في الصحة. ويضطر من يسكن تلك الديار إلى اتخاذ المآكل الخفيفة الهضم والانقطاع عن المسكرات والامتناع عن الأطعمة المطبوخة باللحوم الثقيلة.

١٢ - تأثير الهواء في السكان - أعلم أن اغلب الأمراض تتولد هناك من الكبد لشدة الحر. ومن مؤثرات الحر على أهل البلاد أن أغلبهم ضعاف نحاف سمر الألوان طوال القامة إلا أنهم أقوياء يحتملون الجوع والعطش والحر إلى درجة لا تكاد تراها في سواهم. وهم عصبيو البنية ذوو عزم شديد ومضاء بعيد إذا قصدوا شيئاً لا يرجعون عنه ولو كلفهم كرب الموت وإراقة الدماء وهم من بين جميع العرب سريعو تلقن العلوم والمعارف بل هم يتلقفونها تلقفاً لسرعة تناولهم إياها. وكذا قل عن الصنائع والفنون على اختلاف أنواعها وضروبها.

١٣ - عدد السكان - ليس في بلد من بلاد العرب من يحصي عدد الأنفس. هذا فضلاً عن أن هذا العمل يعد عندهم مشؤوماً. إلا أن العارفين يقدرون أهل نجد بما ينيف على مليون نسمة.

١٤ - نظرة وداع لبلاد نجد - يتضح لك مما أسلفنا ذكره أن بلاد نجد من أحسن بلاد جزيرة العرب تراباً وهواء. ولهذا قال ياقوت في

<<  <  ج: ص:  >  >>