السرير - أما السرير والمنبر والتخت والكرسي فهو أعوادٌ منصوبة أو آرائك منضدة لجلوس السلطان عليها مرتفعاً عن أهل مجلسه ولم يزل ذلك من سنن الملوك قبل الإسلام وفي دول العجم، وقد كانوا يجلسون على أسرة من الذهب. وكان لسليمان بن داود كرسي وسرير من عاج مغشى بالذهب. إلا أنه لا تأخذ به الدول إلا بعد الاستفحال والترف، أما
في أول الدولة عند البداوة فلا يتشوفون إليه. وأول من اتخذه في الإسلام معاوية واستأذن الناس فيه وقال لهم: إني قد بدنت. فأذنوا له واتخذه. واتبعه الملوك الإسلاميون فيه وصار من منازع الأبهة. ولقد كان عمرو بن العاص بمصر يجلس في قصره على الأرض مع العرب ويأتيه المقوقس إلى قصره ومعه سرير من الذهب محمول على الأيدي لجلوسه شأن الملوك، فيجلس عليه، وهو أمامه، ولا يغيرون عليه وفاء له بما اعتقد معهم من الذمة وإطراحاً لأبهة الملك. ثم كان بعد ذلك لبني العباس وسائر ملوك الإسلام شرقاً وغرباً من الأسرة والمنابر والتخوت ما عفى عن الأكاسرة والقياصرة.
السكة - وهي الختم على الدنانير والدراهم المتعامل بها بين الناس بطابع حديد ينقش فيه صور أو كلمات مقلوبة ويضرب بها على الدينار أو الدرهم فتخرج الرسوم عليها ظاهرة مستقيمة، بعد أن يعتبر عيار النقد من ذلك الجنس في خلوصه بالسبك مرة بعد أخرى. . . ولفظ السكة كان اسماً للطابع، وهي الحديدة المتخذة لذلك، ثم نقل إلى أثرها وهي النقوش الماثلة على الدنانير والدراهم، ثم نقل إلى القيام على ذلك والنظر في استيفاء حاجاته وشروطه وهي الوظيفة، فصار علماً عليها في عرف الدول، وهي وظيفة ضرورية للملك إذ بها يتميز الخالص من المغشوش بين الناس في النقود عند المعاملات، ويتقون في سلامتها الغش بختم السلطان عليها بتلك النقوش المعروفة.
الخاتم - وهو من الخطط السلطانية والوظائف الملوكية، والختم على الرسائل