وأجمل هذه الألحان وأحبها إلى عشاق البيانو والكمنجة - لأنها أكثر وقعاً في النفس - نعمة ابتكرها الموسيقي الإرنسي جورج روبيس.
وناظم هذه الأبيات بالفرنسوية هو الذي يسميه الفرنساويون شاعر الشبيبة. هو ذاك الذي لا ينساه أبداً من قراه مرة، بل كلما قلب صفحات بعض الكتب الغزلية تعود إليه تلك المعاني البديعة، والتعبيرات المحزنة التي تصدع القلوب، فيكاد يرى ما بين يديه من القصائد، إذا ما قابل بين هذه وتلك، سبك أسجاع فارغة، وتلاحم اصطلاحات لغوية وكتابية ثقيلة، وثرثرة جالبة الصداع لفقدانها معاني العواطف، وعجزها عن إظهار آثار الآلام الروحانية.
يلقب القارئ صفحات الكتاب فتحول بين نظره والمجلد صورة الشاعر الفتى: رقة في الجسم ورقة في الشعور، خيالات أحلام متتابعة تجول في مياه العينين الصافيتين، علامات الذكاء الوقاد مرسومة على الجبهة الجميلة تحت طيات الطرة الذهبية، وعلى الشفة تحوم شبه ابتسامة، مزيج هيام ومرارة. . .
هو فتى العذابات والدموع الذي عندما تذكره يتبادر إلى ذهنك اسما بايرن الإنجليزي وادجر ألن بور الأمريكي. لأن في كتابات هؤلاء الثلاثة شيئاً من المشابهة والمقارنة، وكثير من شعب تخيلاتهم تتلامس في سماء الغزل، كما أنك تجد في حياة كل منهم ظروفاً ومميزات تجعله أشبه بالآخر برغم سكناهم بدلاً تختلف باللغة والتقاليد.
قيثارة ساحرة أوتارها العواطف، وأغنيتها النوح، وقرار هذا النوح