للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نبغ في الجيش المصري أدباء أعلام خدموا في آن واحد دولتي السيف والقلم فأعادوا لنا عهد الفرسان الشعراء نذكر منهم الآن حافظ إبراهيم ومحمد فاضل وعبد الحليم المصري وصاحب هذا الرسم. وقد عرفهم كلهم قراء الزهور مما نشروا في هذه المجلة. وسنعود إلى هذا الموضوع بالتفصيل في عدد آت.

شيخ يعاقر الخمر

لولا الهوى وبواعث الأشجان ... لجفوت بعد الشيب بنت الحان

لكنني دنف الفؤاد معذبٌ ... بلحاظ ساقٍ فاتر الأجفان

لولا المدام يكفه لأرقتها ... وسقيته من أدمعي وسقاني

فلقد ضنيت من المدام وشربها ... وحكيت ناحل جسمها وحكاني

في الكأس بعد الكأس ضاعت ليلتي ... والليل بعد الليل ضاع زماني

ألقت علي الخمر في شرخ الصبا ... من شيبتي كفناً من الكتان

كم تحسبون سني حياةٍ عشتها ... كم في فمي باق من الأسنان

أنا ما بلغت الأربعين وإنما ... إدمانها لم يبق غير لساني

أتلفت فيها ضيعتي وأضعت من ... زل أسرتي ورضيت سكنى الحان

وصرفت أيامي على ندماتها ... والعمر خير ذخيرة الإنسان

مقبورة في الدن نتن ريحها ... ممقوتة في العقل والأديان

فترى الوقور إذا تناول كأسها ... متغني متمايل الأركان

ويكاد يحسب أمه عرساً له ... ويرى الصلاح عبادة الأوثان

إن قيل أرقصت الحزين مسرة ... فاسلم بعقلك ذاك من الجان

أو قيل حمرة كأسها فلأنها ... ملئت دماً من مهجة السكران

<<  <  ج: ص:  >  >>