وأرسل إلى القناصل يتعهد بحفظ الأمن بشرط إبعاد الأسطولين من المياه المصرية. وأخذ عرابي يسعى لخلع توفيق باشا وتولية حليم باشا وتحصين المرابط المصرية. ووصل الوفد المرسل من الأستانة فشجع عرابي.
وفي ١١ يونيو ١٨٨٢ اختصم حمار ومالطي في الشارع الإبراهيمي بالإسكندرية فنجمت عن ذلك فتنة شديدة عقبتها مذبحة وتمارض قومندان الضابطة السيد قنديل وطلب المحافظ عمر باشا لطفي من أميرلاي الجند سليمان داود إرسال العساكر لإخماد الفتنة فأجاب أنه لا يفعل إلا إذا تلقى أمراً من عرابي. وبلغ عدد الجثث التي التقطت من شوارع الإسكندرية ٦٠٠ جنيه وهاجر في ذلك الأسبوع نحو ٢٠٠ ألف. وفي ١٣ يونيو سافر الخديوي إلى الإسكندرية، وأسقط وزارة شريف وألف وزارة راغب باشا، فظل عرابي فيها وطلبت هذه الوزارة العفو عن المجرمين، وأنعم السلطان على عرابي، فازدادت حماسة الحزب. وتخلل
ذلك مساعي الدول لعقد مؤتمر في الأستانة فسوّف الباب العالي وماطل. أما عرابي فإنه تولى قيادة ٩ آلاف جندي في الإسكندرية وأخذ بإقامة الحصون فاتخذت إنكلترا ذلك حجة وضربت الثغر فجأة فبدأ ضربها في الساعة ٧ صباحاً وظل حتى الواحدة والنصف بعد الظهر (١١ يوليو ١٨٨٢) وتولى الرعاع أمر المدينة فأحرقوها وأحاط ٤٠٠ جندي بسراي الخديوي بالرمل ليحرقوها، ولكن عرابي منعهم، ومكث أحد البكباشية مع ٢٥٠ عسكرياً على ولاء الخديوي وأرسل الأميرال سيمور ثلاث سفن لحماية السراي وارتد عرابي وعساكره إلى كفر الدوار وأعلن راغب