مثل هذه الكتب المفيدة. ولم يمض على ذلك بضعة أشهر حتى تحف الدكتور عبد الحميد العالم الطبي بمؤلف نفيس هو الذي نحن الآن بصدده، وقد استخلصه من أربع مؤلفات إنكليزية تعد من خير ما كتب في هذا الموضوع فجاء كافياً وافياً، وتناول تشخيص الإصابات كافة وما يطرأ عليها من المضاعفات كإصابات الرأس والعمود الفقري والمسالك الهوائية والحنجرة والصدر والبطن والحوض والمفاصل وأعضاء التناسل إلخ مع أبحاث مستوفاة في كل أنواع الخلوع والكسور والأورام والقروح. ومن يتصفح هذا الكتاب الضخم يدرك ما بذله صاحبه من العناية والتدقيق وتكبده من النفقات ليقدم لقراء العربية هذا السفر الثمين الذي كانوا بحاجةٍ قصوى إليه. فإذا هم أقبلوا على اقتنائه فإنهم لاشك واجدون فيه من الفوائد والمنافع ما لا يعد ثمنه شيئاً بجانبه. فلا يسعنا إلا إسداء الشكر الحميم للدكتور عبد الحميد الذي عرف كيف يخدم أمته وبلاده الخدمة الحقيقية، وهذا ما سمعناه من الكثيرين.
وقاية الشبان من المرض الإفرنجي والسيلان - وجاءنا كتاب طبي آخر ورد علينا من الديار الأمريكية لمؤلفه حضرة النطاسي الدكتور سعيد أفندي أبي جمره صاحب جريدة الأفكار البرازيلية، وقد بحث فيه بحثاً دقيقاً عن الأمراض الزهرية - المشتق اسمها من الزهرة آلهة الحب والجمال - وأورد تاريخها في العالم عموماً وفي الشرق خصوصاً ودخولها إلى بلادنا مع حملة بونابرت إلى القطر المصري