فباتت تخشى الصدأ، هو هتاف كل أبيض ناصع ليكون لامعاً ساطعاً. هو هتاف كل الحيوانات الطاهرة التي لا تود ستر أعمالها، هو هتاف النهر الذي يريد أن تصل عين الناظر إلى قمره، هو هتاف الوحل الذي يريد أن ينشف ليعود تربة خصبة، هو هتاف فخيم ينطلق من المزارع التي تريد أن تشعر بالنبات يتحرك في جوفها، هو هتاف الشجرة التي تريد أن تزيد على زهرها زهراً، هو هتاف عنقود العنب الأخضر الذي يريد أن يحمرّ جانبه، هو هتاف الجسر الذي يتشوف إلى خفقان الأقدام عليه، وإلى تلاعب ظل العصافير بين ظل الأغصان فوقه، هو هتاف كل من يريد الإنشاد وخلع ثياب الحداد، والعودة إلى الحياة. . . هو هتاف إلى النور ينطلق من كل جمال وكل عافية، ومن كل من يريدان يعمل عمله في النور فيرى ذلك العمل ويراه الغير.
. . . وعندما يتصاعد في هذا النداء للنهار أكبر نفسي لتكون أكثر اتساعاً وبالتالي أكثر رنيناً. وقبل أن أطلق هذا النداء أردده في صدري بخشوع ثم ينبعث صياحي واضحاً قاطعاً فخيماً حتى أن الأفق الخافق احمراراً يطيع ندائي هذا. وعبثاً يحاول الليل أن يرضيني بنور الغلس الضئيل فإني لا أزال أصيح حتى أجل الشمس تتلألأ.