للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مضرب الجنرال ده مارتنبري طالباً الأمان والسلم وقدم الرهائن ورضي بدفع ضريبة مئة فرنك عن كل بندقية.

هذا بعض ما جرى لفرنسا مع السنوسيين، وإيطاليا الآن في أول عهد مناوشاتها معهم، وهي لاشك لاقية من قوة بأسهم وشدة مراسهم ما يحملها الخسائر الباهظة بالمال والرجال.

ونختم هذه اللمحة التاريخية الوجيزة بما كتبه عن السنوسيين أحد الصحافيين الإفرنج الذين زاروا طرابلس الغرب منذ مدة قريبة قال ما ملخصه:

. . . . وبينما كنت سائراً في أحد الشوارع سمعت ضجة وأصواتاً تكاد تشق الفضاء وطبولاً تضرب ومزماراً يعزف ووقع حوافر جياد، فوقفت لأفتح طريقاً لجمهور كبير عن الأولاد والبرابرة والسودانيين، وما هي إلا برهة وجيزة حتى علمت أن هذه الحفلة أقيمت لشرذمة من فرسان السنوسيين قدموا إلى طرابلس. . . سار الفرسان أربعة أربعة بنظام مدهش وترتيب عجيب: وجوه سوداء ورؤوس تعلوها عمائم بيضاء وقد التحفوا باردية بيضاء أيضاً (برانس)، وبنادقهم مربوطة بسروج خيولهم والرماح على اكتافهم والسيوف متدلية إلى جانبهم. سار موكب هؤلاء الفرسان بترتيب عسكري جميل، وكانت ركاب الفارس ملتصقة بركاب الفارس المحاذي له، وخيلهم تسير بخطوات منسقة على نقرات الطبول ونغمات المزمار. وقد وقفت عند مرورهم جامداً لا أبدي حراكاً وقد دهشت لجمالهم الرائع وسوادهم اللامع وصحة أبدانهم وطول قاماتهم، وأيقنت أنه لو تم تنظيمهم على الطرق العسكرية الحديثة لحاربوا

<<  <  ج: ص:  >  >>