فإنك تحدث تبلبلاً يزعجك ويزعج المجتمعين، وكثيراً ما لا تعرف بمن تبتدئ ولا بمن تنتهي. أما إذا سلمت كما أشير فإنك بإشارة لطيفة تحيي الجميع بكل سرعة وأدب دون أن تزعج أو تنزعج. وفي الختام أترك قلمي وأضع يدي على صدري ففمي فرأسي وأحييك أيها القراء العزيز تحية تركية استنابولية ولن أصافحك بعد اليوم. . . .
في منزل سليم سركيس
اجتمع في الأسبوع الماضي رهط من الأفاضل وفيهم الباشا والبك والشيخ والأديب والشاعر والطبيب والتاجر احتفاءً بالسيدة نجلا صباغ صديقة سليم سركيس وصاحبة الأيدي البيضاء على المشروعات الأدبية والاجتماعية في الديار الأمريكية. جمع سركيس نخبة من أصدقائه (من كل النمر) في هذه الحفلة الزاهرة ولكني لم أر بينهم محامياً واحداً فقلت في نفسي: يخاف صاحبنا أن يجتمع بمن قد يفوقه بحركة اللسان ولا يجمع السيفان في غمد معاً. . . أديرت كؤوس الشراب ومدت موائد الطعام وسرعان ما كانت تفرغ هذه وتلك وتذهب إلى حيث. . . وقد حفظت قائمة الأكل لقرائي ليشاركوني ولو بالفكر في هذه اللذة: شوربا، دندي، باميا. بوغاشة، حمام. كتفه. ورق عنب. كستلاتة، الجاويش، الأرز، عيش السرايا، فطير باللحمة. كشك الفقراء (كذب الاسم) الماظية وفواكه متنوعة. ولولا مهارة الطباخ. وابتهاج الآكلين وبشاشة صاحب الدعوة لصيب أكثر من واحد بتخمة. وكانت بعد ذلك بعض سويعات