للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مبالغة. واعتبر ذلك بما تم على يده من الإصلاحات التي جاءت عن طريق مجلس النواب وأصبحت شرائع آئلة إلى نفع كل فرد من ملايين الرعايا الإنكليز. فإن عدد اللوائح التي مرت تحت نظر المجلس النيابي وكان هو العضو الساعي والناجح في تنفيذها وجعلها نظامات وشرائع مقررة يبلغ ٢٩ وهذا شأو لم يبلغه غيره من أعضاء المجالس النيابية. ومن تلك اللوائح التي أعدها وقدمها

اللائحة التي قصد فيها تعديل النظام المختص بالمكاتب الحرة، وهو عمل آل ويؤول إلى زيادة انتشار العمل، ونعم المآل. ومنها أيضاً لائحة التحاويل التي أصبحت نظاماً جامعاً لجميع المواد القضائية المتعلقة بالأعمال المالية. ومنها لائحة ساعات العمل ولائحة القفل الباكر ولوائح أخرى عادت على العمال والمستخدمين بالنفع العميم.

فمن وقف على مثل هذه من أعماله العظيمة فكيف يتردد في القول إنه:

خدم البلاد وليس أشرف عنده ... من أن يسمى خادماً لبلاده

وبلاده تحوي الملايين من النفوس، ولا غرو إذاً إن قلنا إن فضله عم عشرات الملايين.

أما الرتب والألقاب التي نالها بفضل علمه وعمله، فلا أظن أنه تسنى لأحد غيره أن يفوز بمثلها عدداً وأهمية. ولنقل كلمة في هذا الصدد تنويهاً بشهرته التي أحرزها عن جدارة واستحقاق.

حتى عام ١٩٠٠ كان يعرف بالسير جون لبك، وحينئذ توج لورداً وصار يعرف باللورد أفبري. وعنده رتبة لجيون دونور من الحكومة الفرنساوية، ورتبة اوردر أوف مرت من الحكومة الألمانية، وهو اليوم عضو في اللجنة الملوكانية، ومن أكبر أفراد مجلس الأعيان الإنكليزي، وعضو شريف في أكبر جمعيات العالم العلمية والفنية. وقد تنقل في أدوار حياته الحافلة بالأعمال الخطيرة بين منصب كبير إلى أكبر ومركز سام إلى أسمى. فقد كان في ١٨٨٨ نائب

<<  <  ج: ص:  >  >>