الشهيرة وكانت من أعز صاحباتها. ولمدام ركاميه صورة شهيرة في أحد متاحف باريس الكبرى)
ملاكي الحارس:
جلست الآن إلى نافذتي أراقب الأفق وأنظر إلى الغيوم القطنية تنعكس عنها أشعة الشمس الحمراء. وقد هاج مرآها في نفسي عواطف وتذكارات رجعت بي إلى أيامنا السالفة فأخذت
القلم لأكتب إليك هذه السطور مع أن الطبيب قد نهاني عن الكتابة والمطالعة وأمرني بالتزام الراحة والسكون. ولكنني أشعر بشوق إلى مخاطبتك ولو عن بعد وأريد أن أبث إليك ما أبقته الأيام من آثار ذلك الحب القديم.
لست أعلم أين أنت يا رالف فقد طال عهد فراقتنا حتى صرت أرى أيامنا الماضية أشبه بغمامة صيف لاحت قليلاً ثم تلاشت في الفضاء. يقولون لي إنك الآن في الهند حيث تتمتع بهواء أجف من هوائنا فإن الفصل عندنا الخريف ومرأى الأغصان المجردة يثير في النفس لواعج محزنة. ولو كنت هنا لأحزنك مشهد الأشجار العارية والحقول المقفرة فإن زقزقة العصفورة قد انقطعت وهديل الحمام قد بطل ولم يبق إلا خرير الماء يملأ الوادي كأنه أنة عاشق منكسر القلب.
وقد أذكرتني هذه الشمس الزائلة وقفتنا الأخيرة عند الغروب يوم أتيت لتعيد إلي رسائلي وتأخذ رسائلك لأن أهلك وقفوا يومئذ بيننا وحالوا دون تحقيق أحلامنا السعيدة.
في ذمة الله تلك الأيام الماضية! في ذمة الله أحلام غرام لم يبق