للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هنالك شيئاً واحداً أفوقك فيه وهو الحب. حبي لك مستمد من حب الملائكة فهو أنقى من ندى الصباح وأرق من خطرات النسيم وأرسخ من راسيات الجبال وأطول من مدى الخلود وأبعد من حدود الأبدية. حبي لك يريني للحياة معنى جديداً فيصورها ربيعاً مستمراً. ولكنه يخيفني من الخلود لأن الخلود قصير المدى في نظر العاشقين.

أجل يا رالف. كثيراً ما تمر بي دقائق تزيد في شقائي فاندم لأنني رضيت بالبعد عنك وأتمنى لو أبيت مفارقتك على رغم معارضة أهلك. ولكنني أعود فأتعزى بهذا الفكر وهو أنني فعلت ذلك لكي أكفيك مؤونة الخلاف مع أهلك لأنني أكره أن أكون السبب في ذلك.

أنا أميل اليوم إلى الوحدة وأجد فيها تسلية كبيرة لأنني أستطيع بها أن أتفرغ للتفكر فيك. هل تذكر كم كنت محبة للهو والمرح؟ وأما اليوم فإنني أحب العزلة لأنني أجد في هدوء الطبيعة عظة أبلغ من النطق، وأسمع من خلال سكوتها أناشيد هلاس ذات القيثارة الذهبية فأتصورني مترامية بين ذراعيك أحدق النظر فيك وأسر إليك نغمات الغرام.

لعلي أطلت هذه الرسالة عليك. ولكن قلبي مفعم بتذكارات تهيج في نفسي لواعج حزن وسرور وأنا أريد أن أبثك ما أستطيع من مكنونات الفؤاد إذ من يدري هل أعود فأجد فرصة كهذه لمناجاتك أيها الحبيب؟ ولكن الظلام قد أحدق فسأبقي هذه الرسالة إلى الغد.

إلى الغد. . .

. . . . . .

<<  <  ج: ص:  >  >>