هكذا انقضت هذه المعركة، بل هكذا انقضت هذه الحرب التي لم تكن إلا أشبه شيء بمأساة تمثيلية مثلت سهول فرسالا آخر فصولها المحزنة.
بيار ميل
مكاتب جريدة الديبا الحربي
وبعد هذه التفاصيل المنقولة عن شاهد عياني نروي الأبيات الآتية لشوقي بك من قصيدته العصماء التي وصف فيها تلك الحرب أبلغ وصف، قال في الهزيمة:
ونادى منادٍ للهزيمة في الملا ... وإن منادي الترك يدنو ويقرب
فأعرض عن قواده الجند شارداً ... وعلمه قواده كيف يهرب
وطار الأهالي نافرين إلى الفلا ... مئين وآلافاً تهيم وتسرب
نجوا بالنفوس الذاهلات وما نجوا ... بغير يد صفر وأخرى تقلب
يسير على أشلاء والده الفتى ... وينسى هناك المرضع الأم والأدب
وتمضي السرايا واطئات بخيلها ... أرامل تبكي أو ثواكل تندب
فمن راجل تهوي السنون برجله ... ومن فارس تمشي النساء ويركب
يكادون من ذعر تفر ديارهم ... وتنجو الرواسي لو حواهن مشعب
يكاد الثرى من تحتهم يلج الثرى ... ويقضهم بعض الأرض ويقضب
تكاد تمس الأرض مساً نعالهم ... ولو وجدوا سبلاً إلى الجو نكبوا
هزيمة من لا هازم يستحثه ... ولا طار يدعو لذاك ويوجب
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute