المباني المتفرقة هنا وهناك التي تتألف منها جامعة أكسفورد الشهيرة. وأستاذنا أستاذ العربية في هذه الجامعة.
زرته في بيته وخاطبته بالإنكليزية فرد علي بالعربية، وهو يتكلمها بكل طلاقة ويجيد الأسلوب العامي (الشامي والمصري) لأنه زار القطرين غير مرة ومكث فيهما مدة طويل. وهو معروف لدى جمهور من أدباء القطرين وعلمائهما وله منهم صفوة أخوان يجلهم ويجلونه.
وهو رجل على علو قدره وسمو مكانته في عالم الأدب متواضع لين الجانب، يمدحه عارفوه، وتعظمه أفعاله. وقد ذكره لي زميله أرنولد وقال: إنه فرد نادر الذكاء فقد كان يفوز بقصب السبق على أقرانه مدة تلمذته بطولها، وإنه لذو مقدرة غريبة في درس اللغات وإتقانها. فلتفتخر العربية بأن مثل ذكائه ومقدرته موقوفان عليها دون سائر اللغات الشرقية.
أما ما يجيئه الآن من خدمة هذه اللغة المظلومة فهو طبع كتاب معجم الأدباء لياقوت الرومي. فإن لديه النسخة الخطية الوحيدة من هذا الكتاب. وقد أراني الجزء الذي تم طبعه فرأيته حافلاً بالشروح والتفاسير التي تشهد له بسعة الإطلاع وطول الباع في علوم اللغة وآدابها.
وقد ظهر له مؤخراً كتاب جليل في الإسلام كنت قد طالعته قبل التشرف بمقابلته، فحدثتني نفسي بنقله إلى العربية لما وجدت في فصوله من الإحصاءات والحقائق التاريخية والأبحاث الفلسفية والسياسية مما يهم