للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نظرت في هذا الكتاب كتاب الريحانيات الذي أعارنيه صديقي. . . انطون أفندي الجميل فلم أجد فيه من اللغة العربية إلا حروفها دائماً، ومفرداتها غالباً، وجملها نادراً. فلم أحفل بذلك كثيراً لأني وجدت فيه من سمو الخيال الشعري، ودقة الملك النظري، ما استوقفني ساعتين كاملتين، وهي المرة الثانية التي وقفت بها هذه المدة أمام كتاب عصري منذ أعوام بعد كتاب روح الاجتماع. . . .

وبالحقيقة إن في النظرات والريحانيات ما يستوقف القارئ ساعات. فيحفظ الكتابين في

مكتبته ويعود إليهما من حين إلى حين. . .

* * *

ديوان المصري - وهو شباب شعر عبد الحليم أفندي المصري وشعر شبابه زفه إلى قراء العربية وهو خير هدية يهديها شاب إلى أمته: باكورة سعيه واجتهاده. . . ي شعر المصري كل صفات الشباب: نخوة وإباء وهمة وإعجاب وحياة تتدفق كالماء الصافي من الصخرة البيضاء. وفي شعره أيضاً عيوب الشباب - إن كان للشباب عيوب - وأي سن بلا عيب. بل ربما كان جمال كل سن في ما يعد عيوباً. جرد الشاب من اندفاعه وهوسه وعدم مبالاته بالعواقب فترى أمامك ما يمجه الذوق كالثمرة الناضجة قبل أوانها. وإذا آخذنا المصري بشيء فنؤاخذه بمحاولته الخروج في بعض قصائده من رياض الشباب إلى كهف الشيخوخة.

<<  <  ج: ص:  >  >>