هلال سعد نرجي منه بدر سناً ... يلوح في أفق باليمن مقرون
غالبت فن القريض المستطاب وقد ... غلبته بانتصار منك ميمون
منه لك الأمن والنصر المبين ولا ... بدع فأنت أمين ناصر الدين
ولم تزل الرقعة المكتوبة فيها هذه الأبيات محفوظة عندي وهي بخط الناظم رحمه الله.
وبعد أن تعلمت القراءة والخط درست مبادئ النحو والصرف والبيان والبديع والعروض على بعض الأساتذة ثم عكفت على المطالعة، واستظهرت من أقوال البلغاء، وخصوصاً الشعراء منهم ما يصح أن أقول إنه كثير.
وفي سنة ١٨٩٩ ميلادية أعدت نشر جريدة الصفاء وذلك أول عهدي بالصحافة فحررت فيها نحو أربعة أعوام مع تدريس اللغة العربية في مدرسة عبيه الداودية. ثم أسس والدي مدرسة المعارف في عام ١٩٠٥ فتسلمت إدارتها مع تدريس العربية فيها ولم أكن أنفك عن المطالعة.
وفي سنة ١٩٠٨ أعدت نشر جريدة الصفاء ولا أزال أكتب فيها إلى الآن.
* * *
هذه كلمة الشاعر عن نفسه. أما كلمتنا عنه فقد أغنانا عن قولها ما نشرناه لحضرته من القصائد الرائقة في ما مر، ونحن على يقين أن قراء الزهور قد قدروها قدرها، وأنزلوها المنزلة التي تستحقها بين جيد الشعر وأطايبه. وإن في النفثة التي نحن ناشروها له اليوم ما يصح أن يكون دليلاً ساطعاً على فضله وأدبه: