للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنضبه، كما يقال: ذئب غضى. وقال الأزهري رحمه الله تعالى: الحرباء دويبة على خلقة سام أبرص، ذات أربع قوائم دقيقة الرأس مخطّطة الظهر، وأكثر الشعراء من ذكر الحرباء وتشبيهها، ومن جيّد ذلك قول ذي الرّمّة: [الطويل]

ودويّة جرداء جدّاء خيّمت ... بها هفوات الصيف من كلّ جانب (١)

كأنّ يدي حربائها متشمسا ... يدا مذنب يستغفر الله تائب

وقال آخر: [الطويل]

وقد جعل الحرباء يصفرّ لونه ... ويخضرّ من لفح الهجير غباغبه (٢)

ويشبح بالكفّين حتى كأنه ... أخو فجوة عالي به الجذع صالبه

وقال أيضا: [الطويل]

يظلّ بها الحرباء للشمس مائلا ... على الجذل إلّا أنه لا يكبّر (٣)

إذا حوّل الظلّ العشيّ رأيته ... حنيفا وفي قرن الضّحى ينتصر

غدا أكهب الأعلى وراح كأنه ... من الضّحّ واستقباله الشمس أخضر

أخبر أنه يدور مع الشمس في وقت الزوال، حتى تكون الشمس في حذاء القبلة، فكأنّه باستقباله لها في ذلك الوقت مسلم يصلّي لها، وفي الضّحى تكون في وجه المشرق، فكأنّه نصرانيّ فيستقبلها بصلاته.

قال ابن الروميّ: [الكامل]

ما بالها قد حسنت ورقيبها ... أبدا قبيح قبح الرّقباء

ما ذاك إلّا أنّها شمس الضحى ... أبدا يكون رقيبها الحرباء

قوله: وجهته، أي جهته. والسدّ: الحاجز بين الشيئين. يحاص: يخاط، ويقال:

حاص ثوبه وعين صقره وشقوق رجليه حوصا وحياصة: خاطها، وقيل: الحوص:


(١) البيتان في ديوان ذي الرمة ص ٧٨.
(٢) يروى البيت الأول:
إذا جعل الحرباء يبيضّ رأسه ... وتحضر من شمس النهار غباغبه
وهو بلا نسبة في لسان العرب (غبب)، والمخصص ٨/ ٣٥، وتاج العروس (غبب).
(٣) البيت الأول في ديوان ذي الرمة ص ٦٣١، ولسان العرب (حول)، ولزهير بن أبي سلمى في لسان العرب (مثل)، وتاج العروس (مثل)، وليس في ديوان زهير، والبيت الثاني في ديوان ذي الرمة ص ٦٣٢، ولسان العرب (حول)، (ولى)، وتهذيب اللغة ١٥/ ٤٥٢، وديوان الأدب ٢/ ٣٨١، وتاج العروس (حول)، والبيت الثالث في ديوان ذي الرمة ص ٦٣٣، ولسان العرب (ضحح)، وتاج العروس (ضحح)، وديوان الأدب ٣/ ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>