للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو كان يمكنني سفرت عن الصّبا ... فالشّيب من قبل الأوان يكتّم

وفي رواية ابن جني: «رائعة البياض»، وقال: هي أول شعرة تطلع من الشيب. وأنشد ابن الأعرابي «أهلا برائعة للشيب» وأنشد غيره «برائعة بيضاء» أي بشعرة تطلع من المشيب بيضاء تروع الناظر، وهذا أصوب من الوجه الآخر، وقال كثيّر: [الكامل]

كذب العواذل بل أردن خيانتي ... وبدت روائع لمّتي وقتوم (١)

وقال الألبيري: [الوافر]

بصرت بشيبة وخطت بليلي ... فقلت لها تأهّبي للرحيل

ولا يهن القليل عليك منها ... فما للشيب ويحك من قليل

فكم قد أبصرت عيناك مزنا ... أصابك طلها قبل النّزول

فلا تحقر بنور الشّيب واعلم ... بأنّ القطر يبعث بالسّيول

وقال أبو بكر البلويّ: [السريع]

نكبت في شعري وشعري وما ... نفسي في صبري بمنكوبه

إذا دنت بيضاء مكروهة ... منّي نأت سوداء محبوبه

وقال كشاجم فأحسن: [الوافر]

نظرت إلى المرأة فروّعتني ... طلائع شيبتين لدى المتاب

فأمّا شيبة ففزعت منها ... إلى المقراض من حبّ التّصابي

وأمّا شيبة فصفحت عنها ... لنشهد بالبراءة من خضابي

فيا لك من مشيب قد تبدّى ... أقمت به الدّليل على شبابي

وقال البحتريّ: [الخفيف]

وأبت تركي الغديّات والآ ... صال حتى قضين بالمقراض (٢)

شعرات أقصّهنّ ويرجع ... ن رجوع السّهام في الأغراض

وقال ابن المعتزّ: [الطويل]

ألست ترى شيبا برأسي شاملا ... ونت حيلتي عنه وضاق به ذرعي

كأنّ المقاريض التي يعتورنه ... مناقير طير تنتقي سنبل الزّرع


(١) البيت في ديوان كثير عزّة ص ٢٠٦.
(٢) البيتان في ديوان البحتري ص ١٢٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>