للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الحكيم بن قنبر: [البسيط]

لا خير فيمن له أصل بلا أدب ... حتّى يكون على ما نابه حدبا

كم من حسيب أخي عيّ وطمطمة ... فدم لدى القوم معروفا إذا انتسبا

في بيت مكرمة آباؤه نجب ... كانوا الرءوس فأضحى بعدهم ذنبا

وقد تقدمت نظائره.

قوله: تعسا، أي هلاكا. جدب: عاب، وفي الحديث: «جدب ابن الأثير بالسمر بعد العشاء» (١) أي عابه، وقال ذو الرّمة [الطويل]

إذا نازعتك القول ميّة أو بدا ... لك الوجه منها أو نضا الدّرع سالبه (٢)

فيا لك من خدّ أسيل ومنطق ... رخيم ومن خلق تعلل جادبه

قوله: دأب، أي دام عليه. أودعني: ضمنني، وجعله في قلبي اللهب: جمر النار.

ومما يتعلّق بما قدمناه من الشعر قول جحظة: [الوافر]

أرى الأعياد تتركني وتمضي ... وأوشك أنّها تبقى وأمضي

علامة ذاك شيب قد علاني ... وضعف عند إبرامي ونقضي

وما كذب الّذي قد قال قبلي ... إذا ما مرّ يوم مرّ بعضي

أرى الأيام قد ختمت كتابي ... وأحسبها ستتبعه بفضّ

وعلى قوله: «إذا ما مرّ يوم مرّ بعضي» قال بعض بني حمدان: [مخلع البسيط]

المرء وقت له تناه ... مقدر طوله وعرضه

فكلّما مرّ منه يوم ... فإنّما مرّ منه بعضه

وجحظة مطبوع الشعر، هو القائل في أبي بكر بن دريد: [البسيط]

فقدت بابن دريد كلّ فائدة ... لمّا غدا ثالث الأحجار والتّرب

وكنت أبكي لفقد الجود مجتهدا ... فصرت أبكي لفقد الجود والأدب

أين هذا من قول الفرزدق يرثي سائسا، أنشده أبو محمد في الدرة: [الطويل]


(١) أخرجه ابن ماجة في الصلاة باب ١٢، وأحمد في المسند ١/ ٣٨٩، ٤١٠، بلفظ: «جدب لنا رسول الله السمر بعد العشاء».
(٢) البيتان في ديوان ذي الرمة ص ٨٣٤، والبيت الثاني في لسان العرب (جدب)، وتاج العروس (جدب)، وتهذيب اللغة ١٠/ ٦٧٣، وديوان الأدب ٢/ ١٤٢، ومقاييس اللغة ١/ ٤٣٥، ومجمل اللغة ١/ ٤١٤، والأغاني ١٨/ ٥٧، وديوان المعاني ١/ ٢٣٤، وأمالي القالي ١/ ٩٥، وذيل الأمالي ص ١٢٤، ١٦٣، وسمط اللآلي ص ٢٩٨، وكتاب العين ٦/ ٨٧، وهو بلا نسبة في المخصص ١٢/ ١٧٢، وجمهرة اللغة ص ٢٦٤، ومجالس ثعلب ص ٢٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>