للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجبال، وهي مدن، منها مدينة عمان وهي حصينة على الساحل، ومن الجانب الآخر مياه تجري إلى المدينة، وفيها دكاكين التّجار مفروشةبالنّحاس مكان الآجرّ، وهي كثيرة النخل والبساتين وضروب الفواكه والحنطة والشعير والأرز وقصب السكر، وفي الأمثال:

من تعذّر عليه الرزق فعليه بعمان، وفي أحوازها مغاص اللؤلؤ. وعمان من أحواز اليمن سمّيت بعمان بن سبأ.

الفنجديهيّ: صحار اسم بلدة بكورة عمان وهي قصبتها ممّا يلي الجبل.

***

التيّار: البحر. الفلك: السفينة السّيّار: الكثير المشي، والفلك يكون واحدا وجمعا، ويذكّر ويؤنث.

أساودي: أمتاعي، لأنها تسوّد الأرض بظلها، وهي جمع أسودة، وأسودة جمع سواد، وسواد الأمير ثقله. أبو عبيد: كلّ شخص سواد، من متاع أو إنسان أو غيره.

الحاذر: الخائف. ناذر: حالف، وأراد به الذي ينذر بخير إن سلّمه الله تعالى من هول البحر. عاذل وعاذر، يريد أنه يعذل نفسه عن التغرير بدخول البحر ومقاساة أهواله، ويعذرها لكثرة المتاجر. شرعنا في القلعة: أخذنا في قلع المراسي، ورفع القلع وهي الشّرع قوله: أغشى، أي أظلم هاتفا، أي صائحا. القويم: المستقيم. المزجّى: المسوق المسير، قال الله تعالى: رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ [الإسراء: ٦٦] أي يسيّرها، وأزجاه: إذا ساقه. أقبسنا: أعطنا أرشدنا: دلّنا، قاله الأزهري رحمه الله.

***

فقال: أتستصحبون ابن سبيل، زاده في زبيل، وظلّه غير ثقيل، وما يبغي سوى مقيل. فأجمعنا على الجنوح إليه وألّا نبخل بالماعون عليه.

فلمّا استوى على الفلك، قال: أعوذ بمالك الملك، من مسالك الهلك. ثمّ قال: إنّا روينا في الأخبار، المنقولة عن الأحبار، أنّ الله تعالى ما أخذ على الجهّال أن يتعلّموا، حتى أخذ على العلماء أن يعلّموا، وإن معي لعوذة، عن الأنبياء مأخوذة، وعندي لكم نصيحة، براهينها صحيحة، وما وسعني الكتمان، ولا من خيمي الحرمان فتدّبّروا القول وتفهّموا، واعملوا بما تعلّمون وعلّموا.

ثمّ صاح صيحة المباهي، وقال: أتدرون ما هي! هي والله حرز السّفر، عند مسيرهم في البحر، والجنّة من الغمّ، إذا جاش موج اليمّ، وبها استعصم نوح من الطّوفان، ونجا ومن معه من الحيوان؛ على ما صدعت به آي القرآن.

ثم قرأ بعد أساطير تلاها، وزخارف جلاها، وقال: اركبوا فيها باسم الله

<<  <  ج: ص:  >  >>