للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجول حباب الماء في جنباتها ... كما جال دمع فوق خدّ مورّد

***

ثم قال: أما أنا فسأنطلق، إلى حيث أصطبح وأغتبق؛ وإذا كنت لا تصحب، ولا تلائم من يطرب؛ فلست لي برفيق، ولا طريقك لي بطريق؛ فخلّ سبيلي ونكّب، ولا تنقّر عنّي ولا تنقّب؛ ثم ولّى مدبرا ولم يعقّب.

قال الحارث بن همام: فالتهبت وجد عند انطلاقه، ووددت لو لم ألاقه.

***

قوله: أصطبح، أشرب صبوحا وهو شرب الغدوّ. وأغتبق: أشرب غبوقا، وهو شرب العشيّ، تلائم: توافق. نكّب: تنحّ عن طريقي واجعله لجهة منكبك. تنقّر وتنقّب:

تبحث وتفتش، وقد نقّرت عن الأمر إذا طلبت علم باطنه ونقّبت عنه، إذا بحثت عليه بظنّك حتى تستخرج سرّه، وفلان نقّاب، أي فطن ذكيّ يحدّث بالغائب، والتّنقيب في البلاد: تطلّع أحوال أهلها وتجريب أمورهم. ولّى: أدبر، وترك طريقه الذي كان يستقبله. يعقّب: ينظر. والوجد: الحزن. والتهبت. اشتعلت. وددت: تمنّيت.

ومما قيل في ترك الوداع: [الخفيف]

صدّني عن حلاوة التّشييع ... اجتنابي مرارة التّوديع

لا يفي أنس ذا بوحشة هذا ... فرأيت الصّواب ترك الجميع

<<  <  ج: ص:  >  >>