للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حافرها في رأسها ... وعينها في الذّنب

ولغيره في الميزان: [الوافر]

وقاض قد قضى في الأرض عدل ... له كفّ وليس له بنان

رأيت الناس قد قبلوا قضاه ... ولا نطق لديه ولا بيان

وقال العلويّ الأصبهاني يلغز في النّسر الواقع: [الطويل]

وركب ثلاث كالأثافي تعاوروا ... دجا الليل حتى أومضت سنة الفجر

إذا اجتمعوا سميتهم باسم واحد ... وإن فرّقوا لم يعرفوا آخر الدّهر

وأنشد الحاتمي في الخفاش وهو طائر الليل: [الطويل]

أرى علماء النّاس لا يعرفونني ... وقد ذهبوا للعلم في كلّ مذهب

بجلدة إنسان وصورة طائر ... وأظفار يربوع وأنياب ثعلب

وأنشد في الطائر وظله: [الوافر]

عجبت لطائر في الحوم طارا ... وكانا واحدا فاثنين صارا

فهذا طائر في الجوّ يهوي ... وذا مستأنس لزم القرارا

وأنشدوا في مصراع الباب: [الطويل]

عجبت لمحرومين من كلّ لذّة ... يبيتان طول اللّيل يعتنقان

إذا أمسيا كانا على الناس مرصدا ... وعند طلوع الشمس يفترقان

وأنشدوا: [الطويل]

فما ميت أحيا به الله ميتا ... ليخبر قوما أنذروا ببيان

وعجفاء قد قامت لتنذر قومها ... وأهل قراها رهبة الحدثان

الميت الأوّل بقرة بني إسرائيل، والميت الثاني الذي ضرب ببعضها والعجفاء نملة سليمان عليه السلام.

والألغاز أكثر من أن يأتي عليها الحصر.

***

قال: فظلّت الأفكار تهيم في أودية الأوهام، وتجول جولان المستهام، إلى أن طال الأمد، وحصحص الكمد. فلمّا رآهم يزندون ولاسنا، ويقضون النّهار بالمنى، قال: يا قوم؛ إلام تنظرون، وحتّام تنظرون! ألم يأن لكم استخراج الخبيّ، أو استسلام الغبيّ! فقالوا: تالله لقد أعوصت، ونصبت الشّرك فقنصت؛ فتحكّم كيف شيت، وحز الغنم والصّيت، ففرض عن كلّ معمّى فرضا، واستخلصه

<<  <  ج: ص:  >  >>