ما سارها من قبله إنس سرى ... عند الصّباح يحمد القوم السّرى
ويقال: فوّز إذا ركب المفازة. وقراقر: اسم قرية من اليمن. والخيس: الجبان الضعيف، وقيل: الثّقيل. قال أبو عبيدة: والخمس أن تشرب الإبل يوم وردها وتصدر يومها فتظلّ بعد ذلك اليوم من الماء ثلاثة أيام سوى يوم الصدر، وترد اليوم الرابع فذلك الخمس.
***
فقلت إنّي لك لأطوع من حذائك، وأوفق من غذائك، فصدع بمحبّتي، وبخبخ بصحبتي، ثمّ احتملنا مجدّين، وارتحلنا مدلجين، ولم نزل نعاني السّرى، ونعاصي الكرى؛ إلى أن بلغ اللّيل غايته، ورفع الفجر رايته.
فلمّا أسفر الفاضح، ولم يبق إلّا واضح، توسّمت رفيق رحلتي، وسمير ليلتي، فإذا هو أبو زيد مطلب النّاشد، ومعلم الرّاشد، فتهادينا تحيّة المحبّين؛ إذ التقينا بعد البين، ثمّ تباثثنا الأسرار، وتناثثنا الأخبار، وبعيري ينحط من الكلال، وراحلته تزفّ زفيف الرّال؛ فأعجبني اشتداد أسرها، وامتداد صبرها؛ فأخذت أستشفّ جوهرها، وأسأله من أين تخيّرها.
فقال: إنّ لهذه النّاقة خبرا حلو المذاقة، مليح السّياقة. فإن أحببت استماعه فأنخ، وإن لم تشأ فلا تصخ.
***
قوله: حذائك، أي نعلك. صدع: كشف وأظهر. وبخبخ: قال: بخ بخ، وهي كلمة تقال عند الإعجاب. مجدّين: مجتهدين. مدلجين: ماشيين باللّيل. نعاني: نقاسي.
الكرى: النوم. رايته، أراد ضوأه. أسفر: أضاء الفاضح: من أسماء الصبح سمّي بذلك لأنه يفضح الأشياء، أي لا يظهرها. واضح: بيّن، يريد أنّ الصبح كشف ما ستره الليل فاستبان كل شيء. توسمت: نظرت. الفنجديهي: واضح: نجم، والنجم الّذي يرى بعد الصّبح مضيئا في كثير من الأوقات وهو الزّهرة. ابن سيده: الواضح: الكواكب الخمس، إذا اجتمعت مع الكواكب المضيئة من كواكب المنازل. والخنّس: الراجعة والمتأخرة والمنقبضة. رحلتي: ارتحالي. والسمير: محادثك باللّيل. مطلب الناشد، أي حاجة الطلاب التي تلفت له، فجعل يطلبها. معلم الرّاشد: دليل الهادي، والمعلم: الجبل يعلم به الطريق. فتهادينا تحية المحبين، أي أهديته سلام محبّ أهدى لي مثل ذلك. تباثثنا: