زرعن الهوى في القلب ثم سقينه ... صبابات ماء الشوق بالأعين النّجل
رمين فلما أن أصبن مقاتلي ... تولّين وانضمّت جراحي على النّبل
وقال البحتري: [الكامل]
لمّا مشين بذي الأراك تشابهت ... أعطاف قضبان به وقدود (١)
في يمنتي حبر وروض فالتقى ... وشيان: وشي ربا ووشي برود
وسفرن فامتلأت عيون راقها ... وردان: ورد جنى وورد خدود
ومتى يساعدنا الوصال ودهرنا ... يومان: يوم منى ويوم صدود!
وقال التهامي: [الكامل]
ماتت لفقد الظّاعنين ديارهم ... فكأنهم كانوا لها أرواحا
لا عيب فيهم غير شحّ نسائهم ... ومن السماحة أن يكن شحاحا
طرقته في أترابها فجلت له ... وهنا من الغرر الصّباح صباحا
وأنشد الأصمعي: [الطويل]
خزاعيّة الأطراف مرّية الحشى ... نزارية العينين طائيّة الفم
لها حكم لقمان وصورة يوسف ... ونغمة داود وعفّة مريم
وقال الأسعد بن نبيط: [الطويل]
غلاميّة جاءت وقد جعل الدّجى ... لخاتم فيها فصّ غانية خطّا
فقلت: أحاجيها بما في جفونها ... وما بالشفاه اللّعس من حسنها المعطى
محبّرة العينين من غير سكرة ... متى شربت ألحاظ عينيك إسفنطا
أرى صفرة المسواك من حمرة اللّمى ... وشاربك المخضرّ بالمسك قد خطا
عسى قدح قبّلته فإخاله ... على الشفة اللّمياء قد جاء منحطّا
فتصور في البيتين قبل هذا أحسن مقابلة، وتصوّر في البيتين من آخر هذه القطعة ثلاث تشبيهات شبّهت بشيء واحد يتضمنها جمعيا! .
وقال ابن شرف: [البسيط]
قامت تجر ذيول العصب والحبر ... ضعيفة الخطو والميثاق والنّظر
تخطو فتولي الحصا من حليها نبذا ... وتخلط العنبر الورديّ بالعفر
تلفتت عن طلا وسنان وابتسمت ... عن واضح مثل نور الرّوضة العطر
(١) الأبيات في ديوان البحتري ص ٦٩٨.