للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقوّيه. نشب: مال نصب: تعب. حزبه: أهله، والحصب: وهو الحطب الملقى في النار، وكلّ ما تطعمه النار فهو حصب، وهو من حصبته بالحصباء، أي رميته بها، انسدر: جرى وانصبّ في جريه، وانسدر البازي، إذا انحطّ. يعدو: يسرع. يحدو: يتابع الجري، وكل شيء اتبعته فقد حدوته.

***

فقال لي أبو زيد: أعلمت أنّ الأدب قد بار، وولّت أنصاره الأدبار؛ فبؤت له بحسن البصيرة، وسلّمت بحكم الضّرورة، فقال دعنا الآن من المصاع، وخض في حديث القصاع، واعلم أنّ الأسجاع، لا تشبع من جاع؛ فما التدبير فيما يمسك الرّمق، ويطفئ الحرق؟ فقلت: الأمر إليك، والزّمام بيديك، فقال: أرى أن ترهن سيفك، لتشبع جوفك وضيفك، فناولنيه وأقم، لأنقلب إليك بما تلتقم.

فأحسنت به الظّنّ، وقلّدته السّيف والرّهن، فما لبث أن ركب النّاقة. ورفض الصّدق والصّداقة؛ فمكثت مليّا أترقّبه، ثمّ نهضت أتعقّبه؛ فكنت كمن ضيّع اللّبن في الصّيف، ولم ألقه ولا السّيف.

***

بار: هلك. ومنه بار الطعام؛ إذا كسد، وفي الحديث: «نعوذ بالله من بور الأيّم» (١)، أي من كسادها، وقال الله تعالى: يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ [فاطر: ٢٩]، أي لن تكسد، وقال تعالى: وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً [الفتح: ١٢] أي هالكين. قال الفرّاء: البور يكون للمذكر والمؤنث والاثنين والجمع بلفظ واحد، أبو عبيدة رحمه الله: هو جمع بائر كعائذ وعوذ، ويدلّ على صحة قول الفراء قوله ابن الزّبعرى: [الخفيف]

يا رسول المليك إنّ لساني ... راتق ما فتقت إذ أنا بور (٢)

بؤت: رجعت. البصيرة: اليقين والاعتماد الصحيح، المصاع: مراجعة الكلام.

والمصاع فى الأصل: القتال والدفاع وكلّ ما عانيته بشدّة وجدّ فقد ماصعته، القصاع في الأصل: صحاف الطعام، الأسجاع: الكلام المفقّر. الرّمق: بقية النفس. والحرق: جمع حرقة، وأراد بطفء الحرق تسكين ألم الجوع، ما لبث: ما أقام ولا استقرّ. رفض:


(١) رواه ابن الأثير الجزري في النهاية في غريب الحديث ١/ ١٦١.
(٢) البيت لعبد الله بن الزبعرى السهمي في ديوانه ص ٣٦، ولسان العرب (بور)، والمخصص ٣/ ٤٨، ٧/ ٣٠، ٣١١، ١٤/ ٣٣، ومقاييس اللغة ١/ ٣١٦، ولعبد الله بن رواحة في ديوانه ص ٩٥، ولأحد الاثنين في تاج العروس (بور)، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٣٣٠، وتهذيب اللغة ١٥/ ٢٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>