وضنّت الأنواء بالأمطار ... فهو على بؤس الزّمان الضاري
جمّ الرّماد مرهف الشّفار ... لم يخل في ليل ولا نهار
* من نحر وار واقتداح واري*
***
قوله: ساري، أي آت بالليل. والخابط: الماشي على غير علم بالطريق. هداه، من الهداية. وأهداه، من الهدية. رحيب الباع: كثير البرّ. واسع العطاء: واسع البرّ.
والرّحب: المتسع. مرحب؛ يقول: مرحبا بك. والطّارق: الآتي بالليل. الممتار: طالب الميرة، وهي الطعام يجلب من بلد إلى بلد. جعد الكفّ، هو البخيل أي يرحّب بالضيف كما يرحّب البخيل بالدّينار إذا وقع في كفّه.
نظر أعرابيّ إلى درهم في يد رجل، وأدام النّظر إليه، فقال له الرجل: لو كان لك ما كنت صانعا؟ قال: كنت أنظر إليه نظرة ثم تكون آخر عهده باليد.
وكان بعض البخلاء إذا وقع الدرهم في يده يخاطبه ويقول له: أنت عقلي وديني وصلاتي وصيامي وجامع شملي وقرة عيني وأنسي، وقوتي وعدّتي وعمادي ثم يقول له:
[السريع]
أهلا وسهلا بك من زائر ... كنت إلى وجهك مشتاقا
ثم يقول: يا نور عيني وحبيب قلبي، قد صرت إلى من يصونك، ويعرف قدرك، ويعظّم حقّك، ويراعي قيمتك، ويشفق عليك، وكيف لا تكون كذلك وأنت تعظّم الأقدار وتعمر الدّيار، وتفتضّ بك الأبكار، وتسمو على الأشراف، وترفع الذكر، وتعلي القدر وتؤنس من الوحشة، ثم يطرحه في الكيس، ويقول: [الطويل]
بنفسي محجوب عن العين شخصه ... ومن ليس يخلو من لساني ولا قلبي
ومن ذكره حظيّ من الناس كلهم ... وأوّل حظّي منه في البعد والقرب
مزور: منقبض. معتام: مؤخر مبطئ. والقرى: طعام الضيف، معناه أنه لا يؤخر طعامه، ويقال: أعتم بإبله إذا أخّر حلبها، ومنه العتمة لتأخر وقتها. مئخار: كثير التأخّر.
اقشعرّت: انقبضت من شدة البرد.
ترب: جمع تربة وهي وجه الأرض. والأقطار: البلاد والنواحي. ضنّت الأنواء:
بخلت النجوم. وكانوا يستمطرون بها. بؤس: شدة. الضّاري: المعتاد، أي الذي عادته ألّا يكون فيه غير بؤس. جمّ: كثير، وإذا كثر الرماد كان عن كثرة النار، وكثرة ما يطبخ عليها، مرهف: قاطع. اقتداح: ضرب بالزّند. وار: بعير سمين، ووري المخّ: اكتنز فهو وار، ووري الزّند فهو وار، أي مبد للنار.
***