للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكت من الظبي الغرير ثلاثة ... جيدا وطرفا فاترا وإهابا

وله أيضا: [الوافر]

مذهبة الخدود بجلنار ... مفضّضة الثّغور بأقحوان

سقانا الله من ريّاك ريّا ... وحيّانا بأوجهك الحسان

وللقاضي أبي حفص: [الوافر]

هم نظروا لواحظها فهاموا ... وتشرّب عقل شاربها المدام

سما طرفي إليها وهو باك ... وتحت الشّمس ينسكب الغمام

يخاف النّاس مقلتها سواها ... أيذعر قلب حامله الحسام!

وأذكر قدّها فأنوح شوقا ... على الأغصان تنتدب الحمام

وأعقب همّها في الصّدر غمّا ... إذا غربت ذكاء أتى الظّلام

وله أيضا: [الوافر]

أعيذك يا سليمى من سليم ... قتلت فتاهم وهو الكريم

فما لك طالب بترات نفسي ... إذا قتل الغرام فلا غريم

فؤادي سار نحوك عن ضلوع ... بها يا ريم حبّك لا يريم

ودادك صحّ في قلب سليم ... كطرفك صحّ ناظره السقيم

إذا أعرضت تسود الأماني ... وإن أقبلت تبيضّ الهموم

***

فطفق الشيخ يتأمّل ما سطره، ويقلّب فيه نظره، فلمّا استحسن خطّه، واستصحّ ضبطه، قال له: لا شلّ عشرك، ولا استخبث نشرك. ثمّ أهاب بفتى فتّان، يسفر عن أزهار بستان، فقال له: أنشد البيتين المطرّفين، المشتبهي الطّرفين، اللّذين أسكتا كلّ نافث، وأمنا أن يعزّزا بثالث، فقال له: اسمع لا وقر سمعك، ولا هزم جمعك، وأنشد من غير تلبّث، ولا تريّث: [السريع]

سم سمة تحسن آثارها ... واشكر لمن أعطى ولو سمسمه

والمكر مهما اسطعت لا تأته ... لتقتني السّؤدد والمكرمة

***

قوله: طفق، أي أخذ. يتأمّل: ينظر. سطره: كتبه. استصحّ: وجده صحيحا، والضّبط: الشكل والنقط: لا شلّ عشرك، دعاء، أي لا يبست أصابعك، ويروى: لا ثلّ

<<  <  ج: ص:  >  >>