للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثعلب: النّفّاشون، هم القصار الضعاف الحركة، ومنه الخبر أنه رأى نفّاشا فسجد شكرا، قال: والنّفش: تحرّك الشيء في مكانه، يقال: دار تنتفشصبيانا، والتنفّش: دخول الشيء بعضه في بعض، وصنّاجة الجيش: التي يضرب بها المثل في الحروب، وقيل:

الصّنّاجة الضرّابة بالدفوف والطنابير وعود الغناء ونحوه من آلات اللهو، قال الهذلي وهو ساعدة بن جؤيّة: [الطويل]

وعاودني ديني فبت كأنما ... خلال ضلوع الصدر شرع ممدّد (١)

بأوب يدي صنّاجة عند مدمن ... غويّ إذا ما ينتشي يتغرّد

يصف ما في صدره من الحرق، ودينه: حالته التي تعتاده من الهمّ، والشّرع: الوتر يقول: كأنما في صدري عود، لأوتاره رنّة مما أحدّث به نفسي من الهموم. وأوب يديها:

رجعهما بضرب الصّنج، أي بتحريك يديها حين تمرّ أوتارها، وينتشي: يسكر. ويتغرد:

يتغنّى، وفلان صنّاجة قومه، أي المقدّم عليهم في الفضل، وقيل: صنّاجة الجيش هو البطل المعروف، ويقال: ليلة قمراء صنّاجة وصيّاجة، إذا كانت مضيئة، وصنج فلان بفلان إذا صرعه، وكان أعشى قيس يدعى صنّاجة العرب لفصاحته، وقيل: لرقة شعره، وقيل: الصّنّاجة الغناء، ويريد بالجيش الصبية الذين جيشوا حوله، فنغيش صنّاجتهم، أي أنبلهم وأحذقهم أو كالصنجة في خلقته وقصره. ثب: اقفز، عنبسة: اسم أسد، والشبل:

ولده مثار: مفزع، وقد أثير: استخرج من مكانه بالبحث عليه. قبصت: أخذت بأطراف أصابعي، والقبصة أقل من القبضة. أصخ: استمع. الصّماخ: ثقب الأذن. صنجة، وهي التي يوزن بها، والمقلة، شحمة العين. بخصتها: فقأتها. واستلبتها فرصة: نهزة وغنيمة.

والفريصة: بضعة عند الكتف ترعد عند الفزع. الخور: الضّعف. قرصته: عضضته بظفري. حذت اللسان: قرصته بحدّتها. مستطر: مكتوب.

***

فقال له: رعيا لك يا بنيّ، فقد أقررت عينيّ، ثم استنهض ذا جثّة كالبيذق، ونغشة كالسوذق، وأمره أن يقف بالمرصاد، ويسرد ما يجري على السين والصاد، فنهض يسحب برديه، ثمّ أنشد مشيرا بيديه: [الطويل]

إن شئت بالسّين فاكتب ما أبيّنه ... وإن تشأ فهو بالصادات يكتتب

مغس وفقس ومسطار ومملس ... وسالغ وسراط الحق والسّقب

والسامغان وسقر والسوبق ومس ... لاق وعن كلّ هذا تفصح الكتب


(١) البيتان لساعدة بن جؤية الهذلي في شرح أشعار الهذليين ص ١١٦٥، والبيت الأول في لسان العرب (شرع)، وجمهرة اللغة ص ٧٢٧، وتاج العروس (شرع)، والكتاب ٣/ ٢٢٥، والمقاصد النحوية ٤/ ٣٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>