للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر: [الخفيف]

ربّ يوم بكيت فيه فلمّا ... صرت في غيره بكيت عليه

وقال آخر: [البسيط]

لم أبك من زمن نكد أساء به ... إلّا بكيت لعيه حين أفقده

ولا جزعت على ميت فجعت به ... إلا ظللت بسكنى القبر أحسده

ولا ذممت زمانا في تقلّبه ... إلّا وفي زمني قد صرت أحمده

وقال ابن أبي عيزارة: [الطويل]

عتبت على سلم فلمّا فقدته ... وجرّبت أقواما بكيت على سلم

رجعت إليه بعد تفويت غيره ... فكان كبرء بعد طول من السّقم

وأنشد المبرّد: [الطويل]

حياة أبي العباس زيدت بقربه ... أخا ثقة قاس الأمور وجرّبا

ونعتب أحيانا عليه ولو قضى ... لكنّا على الباقي من الناس أعتبا

قال عروة بن الزبير: الناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم. أخذه أبو الطيّب فقال:

[الوافر]

وشبه الشيء منجذب إليه ... وأشبهنا بدنيانا الطّغام

ولو لم يعل إلا ذو محلّ ... تعالى الجيش وانحطّ القتام

ودهر ناسه ناس صغار ... وإن كانت لهم جثث عظام

وما أنا منهم بالعيش فيهم ... ولكن معدن الذّهب الرّغام

الطّغام: السفلة.

***

ثمّ إن خبره نما إلى الوالي، فملأ فاه باللالئ، وسامه أن ينضوي إلى أحشائه، ويلي ديوان إنشائه، فأحسبه الحباء، وظلفه عن الولاية الإباء.

قال الرّاوي: وكنت عرفت عود شجرته، قبل إيناع ثمرته، وكدت أنبّه على علوّ قدره، قبل استنارة بدره، فأوحى إليّ بإيماض جفنه، ألّا أجرّد عضبه من جفنه، فلمّا خرج بطين الخرج، وفصل فائزا بالفلج، شيّعته قاضيا حقّ الرّعاية، ولا حيا له على رفض الولاية، فأعرض متبسّما، وأنشد مترنّما: [المتقارب]

لجوب البلاد مع المتربة ... أحبّ إليّ من المرتبة

<<  <  ج: ص:  >  >>