للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: «عديها»، أي طمّعيها. استعدتها: رددتها. غالت: أهلكت، واستعار للتضييع «يدا» مجازا. تعسا: هلكا، والتّعس: الدّعاء ألّا تقال عثرته يا لكاع: يا لئيمة يا منتنة، واللّكاع: وسخ الفرج. واللّكع: ولد الحمار. القنص: الصيد.

الحبالة: الشبكة، وصفة الحبالة أن يعمد لحبل من شعر مخلوط بيسير من صوف، فذلك أقوى له، فيعقد في أحد طرفيه عين يجري فيها الحبل، ويربط في الطرف الثاني خشبة، وربّما حدّدوا طرفها، ثم يأتون إلى الطريق الذي يدخل منه الصيد إلى الماء فيحفرون فيه حفرة فيغطّونها بورق الشجر وشبهها، ويفتحون عليها عين الحبل، ثم يغطّونها بالتراب والزّبل، حتى تصير في طبع الأرض، فإذا أقبل الصيد للماء، فوضع يده أو رجله في الحفرة، سقطت به، وانضمّ على يده أو رجله الحبل، فيثب فازعا ويفرّ، فتتبعه تلك الخشبة، فكلّما انتفض أقبلت عليه، فتضربه بين يديه ورجليه وبطنه وظهره، فتوهي أعضاءه، وربّما كسرت يديه أو رجليه، فلا يسير بها قدر ميل، حتى يقف موقوذا منها، فيأتيه الصائد فيأخذه، وأنواع الحبالة كثيرة.

قوله: «القبس»، يريد به نور المصباح، والذّبالة: الفتيلة. ضغث: حزمة من حشيش صغيرة، وأصلها جماعة القضبان، وشبهها من النبات، يجمعها أصل واحد، وكلّ ما جمعت عليه كفّك من حشيش أو عيدان فانتزعته من أصله ضغث. إبّالة: حزمة كبيرة، والضّغث على الإبّالة مثل حزمة الحطّابإذا حملها للبيع، وجعل فوقها حزيمة صغيرة لنفسه؛ فالكبيرة إبّالة والصغيرة ضغث، فكأنه قال: إنها خسارة على خسارة، ويقال لها:

إبالة وأبيل وأبيلة، وضغث على إبّالة، مثل أخذه من قول الشاعر: [مجزوء الكامل]

في كلّ يوم من ذؤاله ... ضغث يزيد على إبّاله (١)

وقال آخر وذكر ناقته: [البسيط]

ردّت عواري غيطان الفلا ونجت ... بمثل إبّالة من خالص الشّعر

وهذا مثل قول حبيب: [الطويل]

فكم جزع واد جبّ ذروة غارب ... وبالأمس كانت أتمكته جوانبه (٢)

قوله: «انصاعت»، أي ذهبت نافرة وانثنت مسرعة، وكلّ ما ثنيته ولويته بسرعة؛ فقد صعته صوعا، وكذلك إذا جمعته وفرّقته، فذهب عنك بسرعة، وصاع الشجاع القوم


(١) البيت لأسماء بن خارجة في لسان العرب (حشأ)، (أوس)، (أبل)، (ذأل)، وتاج العروس (حشأ)، (ذأل)، (هبل)، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٣٨٠، ١٠٢٧، وتهذيب اللغة ٥/ ١٣٨، والمخصص ٨/ ٦٦، ١٣/ ١٧٧، وديوان الأدب ٤/ ١٧٧.
(٢) البيت في ديوان أبي تمام ص ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>