للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو وائل: خطبنا ابن عباس رضي الله عنهما، وهو على الموسم، فافتتح سورة، فجعل يقرأ ويفسّر، فجعلت أقول: ما رأيت ولا سمعت كلام رجل مثله، لو سمعته فارس والترك والروم لأسلمت.

طاوس: أدركت نحو خمسمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا ذكروا ابن عباس خالفوه، فلم يزل يقودهم حتى ينتهوا إلى قوله:

ابن مسعود: نعم ترجمان القرآن ابن عباس، ولو أدرك أسناننا ما عاشره منّا رجل.

يزيد الأصمّ: خرج معاوية حاجّا، ومعه ابن عباس، فكان لمعاوية موكب، ولابن عباس موكب ممّن يطلب العلم.

القاسم بن محمد: ما رأيت في مجلس ابن عباس باطلا قطّ، وما سمعت فتوى أشبه بالسّنة من فتواه.

وكان أصحابه يسمونه الحبر والبحر. وذكر أبو العباس في الكامل أن عمر بن أبي ربيعة أنشده قصيدته: [الطويل]

أمن آل نعم أنت غاد فمبكر ... غداة غد أم رائح فمهجّر (١)

فحفظها من سمعها، وهي ثمانون بيتا.

مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما: رأيت جبريل عليه السلام عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم مرتين، ودعا لي بالحكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين.

وروى عنه أنه رأى رجلا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم فلم يعرفه، فسأل عنه النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أرأيته؟ قال: نعم، قال: ذاك جبريل، أمّا إنّك ستفقد بصرك؛ فعمي بعد ذلك في آخر عمره، وهو القائل في ذلك- ويروى لحسان رضي الله عنهما: [البسيط]

إن يأخذ الله من عينيّ نورهما ... ففي لساني وقلبي منهما نور (٢)

قلب ذكيّ وعقل غير ذي دخل ... وفي فمي صارم كالسيف مأثور

نظر إليه الحطيئة في مجلس عمر رضي الله عنهما، فقال: من هذا الذي برع الناس بعلمه، ونزل عنهم بسنّه؟ فقيل له: عبد الله بن عباس.

وقال فيه حسان بن ثابت رضي الله عنهما: [الطويل]

إذا ما ابن عبّاس بدا لك وجهه ... رأيت له في كلّ أحواله فصلا (٣)


(١) البيت في ديوان عمر بن أبي ربيعة ص ٩٢، وهو بلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٣٢٦.
(٢) البيتان في ديوان حسان بن ثابت ص ١٦٥.
(٣) الأبيات في ديوان حسان بن ثابت ص ٣٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>