للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عجبت من الحور الكريم نجارها ... ترأرئ بالعينين للرجل الحبل (١)

الحبل: الداهية. الفرقدان: نجمان منيران في بنات نعش. ابتهجت: فرحت.

سيره: عاداته. يلقني قرار: يحبسني سكون وطمأنينة. التّعامي: استعمال العمى.

المعامي: الطرق المجهولة، وقيل: القفار البعيدة التي تعمى فيها الآثار فلا يهتدى فيها.

الموامي: القفار، واحدها موماة. إيغالك: إبعادك ومبالغة دخولك. المرامي: المقاصد والبلاد التي ترميه إلى بلاد أخرى؛ يقول: سألته ما الذي دعاك إلى استعمالك العمى مع دخولك لطلبك الرزق في المشقات وجوب البلاد البعيدة، فلم تجد لنفسك حيلة حتى تشبّهت بالعميان!

***

فتظاهر باللّكنة، وتشاغل باللهنة، حتى إذا قضى وطره، أتأر إليّ نظره؛ وأنشد: [الطويل]

ولمّا تعامى الدّهر وهو أبو الورى ... عن الرّشد في أنحائه ومقاصده

تعاميت حتى قيل إني أخو عمى ... ولا غرر أن يحذو الفتى حذو والده

ثمّ قال لي: انهض إلى المخدع فائتني بغسول يروق الطّرف، وينقّي الكفّ، وينعّم البشرة، ويعطّر النّكهة، ويشدّ اللّثة، ويقوّي المعدة، وليكن نظيف الظّرف، أريج العرف، نقيّ الدّقّ، ناعم السّحق، يحسبه اللّامس ذرورا، ويخاله النّاشق كافورا، واقرن به خلالة نقيّة الأصل، محبوبة الوصل، أنيقة الشّكل، مدعاة إلى الأكل؛ لها نحافة الصّبّ، وصقالة العضب، وآلة الحرب، ولدونة الغصن الرّطب.

***

تظاهر: استعان. واللّكنة: احتباس اللسان؛ يريد: لمّا امتلأ فمه بالطعام- لم يتسرّح لسانه بالكلام، فوجد بذلك علّة لقطع الجواب، فكأنّ اللّكنة أعانته على ذلك.

اللهنة: الطعام المعجّل للضيف قبل الغداء، وكلّ ما تعجّلته قبل إدراك الطعام لهنة، ولهنت الضيف: علّلته بذلك. قضى وطره؛ أتمّ حاجته من الأكل، والوطر: المراد، ولا فعل له. أتأر: تابع نظره وحدّده. الورى: الخلق. أنحائه: أغراضه ومقاصده، والنّحو كالقصد. لا غرو: لا عجب. يحذو حذوه: أي يفعل فعله.


(١) يروى صدر البيت:
فيا عجبا للخود تبدي قناعها
والبيت بلا نسبة في لسان العرب (حبل)، وتهذيب اللغة ٥/ ٧٨، وتاج العروس (حبل).

<<  <  ج: ص:  >  >>