للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال معاوية لصحار العبديّ: إنك أحمر، قال: والذهب أحمر، قال: إنك لأزرق، قال: والبازي أزرق.

ولبعض أصحابنا: [الطويل]

أحبّك أن قالوا بعينيك زرقة ... كذاك عتاق الطير زرق عيونها

وقال الصّنوبريّ: [المنسرح]

قالوا به زرقة، فقلت لهم ... بذاك تمت خصاله البهجه

ما كحل العين مثل زرقتها ... كم بين ياقوتة إلى سبجه

وقال آخر: [مخلع البسيط]

ما مثل ذا الظّبي في الظّباء ... الأزرق الأزرق القباء

يجول في مقلتيه طرفي ... في زرقة الماء والسماء

بأبي الشّقر ما عليهم ... من ذلك النّور والبهاء

شقرة شعر على بياض ... شعاع شمس على هواء

وكلّ هذا اعتذار جاء على وفق مدح سواد الألوان، ولسواد الألوان في التاسعة فصل مستطرف فقف عليه.

واختلفوا في الحور، فقال أبو عبيدة: الحوراء: الشديدة بياض بياض العين في شدّة سواد سوادها.

وقال أبو عمرو: الظبية الحوراء: السوداء العين الّتي ليس في عينها بياض، ولا يكون هذا في الإنس إنما يكون في الوحوش.

وقال يعقوب: الحور سعة العين وكبر المقلة وكثرة البياض.

وقال قطرب: الحوراء: الحسنة المحاجر، صغرت العين أم كبرت.

واشتقاق «ح ور» يدل على صحة قول يعقوب وأبي عبيدة؛ لأنهم إنما يوقعونه في الغالب على البياض مثل الدقيق الحواريّ للدرمك الشديد البياض ونحوه، وقلّما يتفق شدة بياض العين إلّا مع شدة سوادها، ألا ترى أن بياضها مع الزّرق ليس هناك في النقاء، وقال القاضي التنوخيّ في أحور: [الكامل]

حور بعينيه أطال تحيّري ... ترك الدموع بخدّي المتعصفر

غصن تأوّد فوق غصن من نقا ... ليل تبلّح عن نهار مسفر

كالشّمس إلا أنه متنفّس ... عن مسكة متبسّم عن جوهر

والبلج: أن يكون ما بين الحاجبين نقيّا من الشعر، وهو من علامات السيادة عند

<<  <  ج: ص:  >  >>