للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولي وطن آليت ألّا أبيعه ... وألّا أرى غيري له الدّهر مالكا

عهدت به شرخ الشباب ونعمة ... كنعمة قوم أصبحوا في ظلالكا

وحبّب أوطان الرجال إليهم ... مآرب قضّاها الشباب هنالكا

إذا ذكروا أوطانهم ذكّرتهم ... عهود الصّبا فيها فحنوا لذلكا

أو قول الأعرابيّ: أحب بلاد الله ... الأبيات، فقلت: بل قولك لأنه ذكر الوطن ومحبته، وأنت ذكرت حبّ الوطن والعلّة في ذلك.

وقال ابن الرومي يتشوّق إلى بغداد: [الكامل]

بلد صحبت به الشبيبة والصّبا ... ولبست ثوب العيش وهو جديد

فإذا تمثل في الضمير رأيته ... وعليه أغصان الشباب تميد

أخذه من قول أعرابي يتشوق إلى بلده: [الطويل]

ذكرت بلادي فاستهلّت مدامعي ... بشوق إلى عهد الصّبا المتقادم

حننت إلى ربع به اخضرّ شاربي ... وقطّع عنّي قبل عقد التّمائم

وقال إسحاق الموصلي: [الطويل]

أتبكي على بغداد وهي قريبة ... فكيف إذا ما ازددت عنها غدا بعدا

لعمرك ما فارقت بغداد عن قلى ... لو أنا وجدنا من فراق لها بدّا

كفى حزنا أن رحت لم أستطع لها ... وداعا ولم أحدث لساكنها عهدا

وأنشدني أن شيخنا أبو بكر السّلاميّ وكان يزعم أنهما لأخي الحريري، وقد أحسن قائلهما كائنا من كان: [البسيط]

طيب الهواء ببغداد يؤرقني ... شوقا إليها وإن عاقت مقادير

فكيف أصبر عنها اليوم إذ جمعت ... طيب الهواءين: ممدود ومقصور

<<  <  ج: ص:  >  >>