للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخطبتها» (١)، قال عروة: وأنا أقول: من أول شؤمها أن يكثر صداقها. آثر: أفضل وأكثر أثرة. موالاة: متابعة. صحائف: جمع صحيفة، وهي الورقة يكتب فيها من الرّق والقرطاس، دعابة: مزاج، وفي فلان دعابة وتداعب الرّجلان: تمازحا، وفي الحديث:

«كانت فيه صلى الله عليه وسلم دعابة» (٢)، وفي حديث جابر رضي الله عنه: «هلّا بكرا تداعبها وتداعبك! » (٣). الأقران: الأصحاب والأمثال. تلاوة: قراءة، وتلوته: قرأته، واختلفوا في اشتقاق القرآن، فقال أبو عبيدة: سمّي قرآنا لأنه يجمع السور ويضمها، قال الله تعالى: فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ [القيامة: ٣]، أي إذا جمعنا لك شيئا فضمّه واعمل به، وقال قطرب: سمّي قرآنا لأن القارئ يظهره ويبينه ويلقيه منّ فيه، من قول العرب: ما قرأت الناقة سلا قطّ، أي ما رمت به. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد» قالوا: يا رسول الله. ما جلاؤها؟ قال: «قراءة القرآن» (٤).

تأمر بالعرف وتنتهك حماه وتحمي عن النّكر ولا تتحاماه، وتزحزح عن الظّلم ثم تغشاه، وتخشى النّاس والله أحقّ أن تخشاه ثمّ أنشد: [المجتث]

تبّا لطالب دنيا ... ثنى إليها انصبابه

ما يستفيق غراما ... بها وفرط صبابه

ولو درى لكفاه ... ممّا يروم صبابه

***

العرف، أي المعروف، تنتهك: تبالغ في تناوله بما لا يجوز. حماه: ما حمي منه ومنع، وأصل الحمى موضع العشب يحميه الرجل لإبله، وانتهاكه: استئصال عشبه بالرعي، ونهكت الجلد وانتهكته، إذا أخذته بشفرة حتى يرقّ ويضعف النّكر: المنكر.

تتحاماه: تتباعد عنه. تزحزح عن الظلم: تنحي عنه غيرك وتزيله، وتغشاه: تأتيه وتباشره، تخشى: تخاف، وقال ذو الرّمة في هذا المعنى وهو أحسن شعر قاله: [البسيط]

يا ربّ قد أسرفت نفسي وقد علمت ... علما يقينا لقد أحصيت آثاري


(١) أخرجه أحمد في المسند ٦/ ٧٧، بلفظ: «إنّ من يمن المرأة تيسير خطبتها».
(٢) أخرجه البخاري في الأدب باب ٨١، وابن ماجة في الجهاد باب ٤٠، وأحمد في المسند ٣/ ٦٧.
(٣) روي بطرق وأسانيد مختلفة، وفي كتب الصحاح برواية: «هلّا بكرا تلاعبها وتلاعبك». أخرجه البخاري في البيوع باب ٣٤، والوكالة باب ٨، والجهاد باب ١١٣، والمغازي باب ١٨، والنكاح باب ١٠، ١٢١، ١٢٢، والنفقات باب ١٢، والدعوات باب ٣٥، ومسلم في الرضاع حديث ٥٤، ٥٥، ٥٦، ٥٨، وأبو داود في النكاح باب ١٠، وابن ماجة في النكاح باب ٧، والدارمي في النكاح باب ٣٢، وأحمد في المسند ٣/ ٢٩٤، ٣٠٢، ٣٠٨، ٣٠٤، ٣٦٢، ٣٦٩، ٣٧٤، ٣٧٦.
(٤) لم أجد الحديث بهذا اللفظ في كتب الصحاح.

<<  <  ج: ص:  >  >>