للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو لم أصنه لبقيا عليك ... نظرت لنفسي كما تنظر

قوله: «بيد» بمعنى غير. عكم: ربط. أحفظته: أغضبته. يهتك: يخرق.

***

فما إن غبر على ذلك الزّمان، إلّا يوم أو يومان، حتى بدا إلى أمير تلك المدرة، وواليها ذي المقدرة، أن يقصد باب قيلة، مجدّدا عرض خيله، ومستمطرا عارض نيله، وارتاد أن تصحبه تحفة تلائم هواه، ليقدّمها بين يدي نجواه، وجعل يبذل الجعائل لروّاده، ويسنّي لمن يظفره بمراده، فأسفّ ذلك الجار الختّار إلى بذوله، وعصى في ادّراع العار عذل عذوله، فأتى الوالي ناشرا أذنيه، وأبثّه ما كنت أسررته إليه، فما راعني إلّا انسياب صاغيته إليّ، وانثيال حفدته عليّ، يسومني إيثاره بالدّرة اليتيمة، على أن أتحكّم عليه في القيمة، فغشيني من الهمّ، ما غشي فرعون وجنوده من اليمّ.

***

غبر: مضى. المدرة: البلدة. قيلة: ملكه الأعظم.

مجدّدا عرض خيله، أي ليعرض عليه ما عنده من الأجناد. والنّيل، أي العطاء.

ارتاد: طلب. تحفة: هدية. تلائم، توافق. هواه: إرادته. نجواه. حديثه مع الملك.

والجعل: حقّ من دلّك على حاجة، والجعالة بمعناه، والجعائل جمعها. يسنّي:

ييسر وأصل الرّوّاد طلاب المرعى، واحدهم رائد، وأصل الوسائل، أسباب الود.

أسفّ: انحط ودنا، وأسفّ الطائر: تدلّى نحو الأرض لشيء يأخذه، وأسفّ الرجل: طلب مذاق الأمور.

والجار الختّار: الخدّاع بذوله: عطاؤه. ادّراعه: لبسه الدرع. ناشرا أذنيه، أي طامعا، وهو مثل. أبثّه: قال له سرّا.

قوله: «راعني» أي أفزعني.

انسياب: دخول. صاغيته: حاشيته. ومن يميل إليه.

انثيال: انصباب. حفدته: أتباعه.

يسومني: يعرض عليّ، إيثاره: تفضيله على نفسي.

الدرّة اليتيمة: الجوهرة النفيسة، وبهذا سمّى الثعالبي كتابه الدرة اليتيمة، أي الدّرّة المنفردة التي لا مثل لها. واليتيمة درّة مشهورة في البيت الحرام أكبر من بيضة الحمامة، استخرجها من البحر كلب جاء ليلغ، فتعلّقت محارتها بفمه، ففضها في البرّ، فهي من عجائب الدّنيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>