فنزل ذنوبا أو ذنوبين. وفيه ضعف، والله يغفر له. ثم جاء عمر رضي الله عنه فاستحالت بيده غربا، فلم أر عبقريا من الرجال يفري فريّه، حتى ضرب الناس بأعطانهم» (١). يقال رجل عبقريّ، أي كامل قويّ، والعبقريّ أيضا الحسن من كل شيء. الوجد: المال.
رغب عن الألفة، أي تباعد عن الصحبة. ولم يرغب في التحفة، أي لم يطمع في العطيّة، أي لم يقبل عطيّتهم ولا صحبتهم. سحقتم: نقضتم وغيّرتم. سحقي: ثوبي البالي. وكسفتم بالي: تنقّصتم حالي وغيرتموها. سربالي: قميصي. السخينة: الساخطة الحارة الدمع.
***
ثم أنشد: [الكامل]
اسمع أخيّ وصيّة من ناصح ... ما شاب محض النّصح منه بغشّه
لا تعجلن بقضيّة مبتوتة ... في مدح من لم تبله أو خدشه
وقف القضيّة فيه حتّى تجتلي ... وصفيه في حالي رضاه وبطشه
ويبين خلّب برقه من صدقه ... للشائمين، ووبله من طشّه
فهناك إن تر ما يشين فواره ... كرما وإن تر ما يزين فأفشه
ومن استحقّ الارتقاء فرقّه ... ومن استحطّ فحطّه في حشّه
واعلم بأنّ التّبر في عرق الثّرى ... خاف إلى أن يستثار بنبشه
وفضيلة الدينار يظهر سرّها ... من حكّه لا من ملاحة نقشه
ومن الغباوة أن تعظّم جاهلا ... لصقال ملبسه ورونق رقشه
أو أن تهين مهذّبا في نفسه ... لدروس بزّته ورثّة فرشه
ولكم أخي طمرين هين لفضله ... ومفوّف البردين عيب لفحشه
وإذا الفتى لم يغش عارا لم تكن ... أسماله إلّا مراقي عرشه
ما إن يضرّ العضب كون قرابه ... خلقا ولا البازي حقارة عشّه
***
شاب: أي خلط، ومحضه: خالصه. وغشه: عيبه وفساده.
وللزاهد بن عمران في النصيحة: [مجزوء الكامل]
(١) روي بطرق وأسانيد متعددة، أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم باب ٥، ٦، والتعبير باب ٢٨، ٢٩، والتوحيد باب ٣١، والمناقب باب ٢٥، ومسلم في فضائل الصحابة حديث ١٧، ١٩، والترمذي في الرؤيا باب ١٠، وأحمد في المسند ٢/ ٢٨، ٣٩، ٤٥، ٨٩، ١٠٢، ١٠٧، ٣٦٨، ٥/ ٤٥٥.