للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تحبس الكأس واشربها مشعشعة ... حتى تموت بها موتا بلا سبب

وقال سيف الدولة وذكر قوس قزح: [الطويل]

وساق صبيح للصّبوح دعوته ... فقام وفي أجفانه سنة الغمض

يطوف بكاسات العقار كأنجم ... فمن بين منقض عليها ومنفضّ

وقد نشرت أيدي الجنوب مطارفا ... على الجوّ دكنا والحواشي على الأرض

يطرّزها قوس السماء بأصفر ... على أخضر في أحمر تحت مبيضّ

كأذيال خود أقبلت في غلائل ... مصبّغة والبعض أقصر من بعض

وهذه من التشبيهات الملوكية التي لا يحضر السوقة مثلها. وقال ابن الزقاق:

[المنسرح]

وشادن طاف بالكئوس ضحى ... فحثّها قد وضحا (١)

والرّوض يبدي لنا شقائقه ... وآسه العنبريّ قد نفحا

قلنا وأين الأقاح؟ قال لنا ... أودعته ثغر من سقى القدحا

فظلّ ساقي العقار يحجزه ... عنّا فلمّا تبسّم افتضحا

وقال أيضا: [البسيط]

نبّهته ونجوم الليل زاهرة ... والفجر منصدع والصّبح قد لاحا (٢)

والليل منهزم ولّت عساكره ... والرّوض مبتسم والزهد قد فاحا

فقام يمسح عينيه براحته ... فخلته في ظلام الليل مصباحا

قوله الشادي: المغني. يلهيه: يشغله ويزيل همه. يقري: يعطي ويهدي. سمع:

أذن. ولبعضهم في غلام مغن- وأجاد: [الوافر]

فديتك يا أتمّ الناس ظرفا ... وأصلحهم لمتّخذ حبيبا

فوجهك نزهة الأبصار حسنا ... وصوتك أمتع الأصوات طيبا

وسائلة تسائل عنك قلنا ... لها في وصفك العجب العجيبا

رنا ظبيا وغنّى عندليبا ... ولاح شقائقا، ومشى قضيبا

وقال ابن الزقّاق: [الطويل]

يذكّرني تحنان شدو غنائه ... على الأيك تحنان الحمام المغرّد (٣)

له نغمات أفحمت كلّ صادح ... وصوت نشيد قد شجا كلّ منشد


(١) الأبيات في ديوان ابن الزقاق ص ١٢٤.
(٢) ديوان ابن الزقاق ص ٢٩٢.
(٣) ديوان ابن الزقاق ص ٢٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>