للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بزة سنيّة، ولديه فاكهة جنيّة. فحيّيته ثمّ تحاميته. فضحك إليّ، وأحسن الرّدّ عليّ، وقال: ألا تجلس إلى من تروق فاكهته، وتشوق مفاكهته! فجلست لاغتنام محاضرته، لا لالتهام ما بحضرته، فحين سفر عن آدابه، وكشر عن أنيابه، عرفت أنّه أبو زيد بحسن ملحه، وقبح قلحه. فتعارفنا حينئذ، وحفّت بي فرحتان ساعتئذ، ولم أدر بأيّهما أنا أضفى فرحا، وأوفى مرحا! أبإسفارة، من دجنّة أسفاره، أم بخصب رحاله، بعد إمحاله.

***

روقة: حسانا، وغلام روقة، إذا أعجبك، وغلمان روقة، الواحد والجمع سواء، وقيل: روقة لفظ مفرد والجمع روق، والهاء للمبالغة. شارة: هيئة حسنة يشار إليها.

مرموقة: محبوبة. بزّة سنية ثياب حسان، والبزّة والبزّ أفضل الثياب: جنيّة: طرية كما اجتنيت. حيّيته: سلّمت عليه. تحاميته: تباعدت عنه. تروق: تعجب. تشوق: تشوّق وتدعو إلى الطرب. مفاكهته: ممازحته، وفاكهته: حدّثته بما يعجب. التهام: ابتلاع.

سفر: كشف وبيّن أنه من أهل الأدب. كشر عن أنيابه: كشف عن أسنانه عند الضحك.

ملحه: مليح كلامه. قلحه: صفرة أسنانه. تعارفنا: عرّفته من أنا وعرفني من هو. حفّت:

أحاطت. والمرح: شدة الفرح؛ وأوفى مرحا، أي أكمل طربا ونشاطا. إسفاره: طلوعه وإضاءته. دجنة: سواد وظلام. أسفاره: جمع سفر. رحاله: أوقاره، يصف كثرة ماله، وأنه إذا نزل منزلا أخصب بكثرة أحماله. إمحاله: جدبه.

***

وتاقت نفسي إلى أن أفضّ ختم سرّه، وأبطن داعية يسره، فقلت له: من أين إيابك، وإلى أين انسيابك، وبم امتلأت عيابك؟ فقال: أمّا المقدمفمن طوس، وأمّا المقصد فإلى السّوس. وأمّا الجدة الّتي أصبتها، فمن رسالة اقتضيتها. فسألته أن يفرشني دخلته، ويسرد عليّ رسالته، فقال: دون مرامك حرب البسوس، أو تصحبني إلى السّوس. فصاحبته إليها قهر، وعكفت عليه بها شهرا، وهو يعلّني كاسات التعليل، ويجرّني أعنّة التأميل.

***

تاقت: اشتاقت. أفضّ: أكسر. ختم: ربط وشد. أبطن: أعرف باطنه. يسره:

غناه. إيابك: رجوعك. انسيابك: ذهابك. عيابك: أوعية متاعك.

طوس: مدينة منها إلى نيسابور مرحلتان، قال اليعقوبي: مدينة طوس العظمى،

<<  <  ج: ص:  >  >>