للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: «ينزو ويلين»؛ هذا مثل يضرب لمن يتعزز ثمّ يذلّ، ويقال: إن أصله أن الجدي ينزو وهو صغير فإذا كبر لان.

وقوله: «لابسا جلد النمر»، هذا مثل يضرب للمتّقح الجريء، لأن النمر أجرأ سبع وأقله احتمالا للضيم، ومن هذا اشتقاق قولهم: تنمّر، أي صار مثل النّمر.

وقوله: «فألحق بالقارظين» الأصل في القارظ الذي يجني القرظ، وهو النبات المدبوغ به؛ والقارظان المشار إليهما أحدهما من عنزة والآخر من النّمر بن قاسط، خرجا يجنيان القرظ فلم يرجعا، ولا عرف لهما خبر، فضرب بهما المثل لكل غائب لا يرجى إيابه، وإليهما أشار أبو ذؤيب في قوله: [الطويل]

وحتّى يثوب القارظان كلاهما ... وينشر في القتلى كليب لوائل (١)

وقوله: «حروري بسمومي»، الحرور: الرّيح الحارة ليلا، والسّموم: الريح الحارة نهارا، وقد يقام أحدهما مقام الآخر مجازا. وقال بعضهم: الحرور يكون ليلا ونهارا، والسموم يختصّ بالنهار.

وقوله: «ليث عريسة» يعني مأوى السبع، ويقال فيه. عرّيس وعرّيسة بإثبات الهاء وحذفها، كما يقال: غاب وغابة وعرين وعرينة. فأمّا الغيل والخيس فلم يلحقوا بهما الهاء.

وقوله: «أفلت وله حصاص» هذا المثل يضرب لمن نجا من هلكة أشفى عليها بعد ما كاد يهوي فيها. والحصاص: العدو، وقيل إنه الضراط.

وقوله: «ويل أهون من ويلين»، هذا المثل يضرب تسلية لمن ناله بعض المكروه، ومثله قول الراجز: [الطويل]

أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ... حنانيك بعض الشرّ أهون من بعض (٢)

وقوله: «أنا نئق، وأنت مئق، فكيف نتفق»، هذا المثل يضرب للمتنافيين في الخلق؛ فإنّ التّئق هو الممتلئ غيظا؛ مأخوذ من قولهم: أتأقت الإناء؛ إذا ملأته. والمئق هو الباكي؛ فكأن التئق ينزع إلى الشر لغيظه، والمئق يضيق ذرعا باحتماله، ومثله قول بعضهم: أنا كلف، وأنت صلف، فكيف نأتلف!

وقوله: «لطيّتي» يعني لقصدي ووجهتي، وقد يقال فيها: طية، بالتخفيف.


(١) البيت لأبي ذؤيب الهذلي في شرح أشعار الهذليين ص ١٤٧، ولسان العرب (قرظ)، وتهذيب اللغة ٩/ ٦٨، وتاج العروس (قرظ)، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٧٦٣، وديوان الأدب ١/ ٣٥٤.
(٢) البيت لطرفة بن العبد في ديوانه ص ٦٦، والدرر ٣/ ٦٧، والكتاب ١/ ٣٤٨، ولسان العرب (حنن)، وهمع الهوامع ١/ ١٩٠، وتاج العروس (حنن)، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ١٢٧٣، وشرح المفصل ١/ ١١٨، والمقتضب ٣/ ٢٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>