قلت: وهذا المعنى هو المتبادر، ويؤيده ما أخرج البخاري في (الحج) ، عن عروة، قال: سألت عائشة، فقلت لها: أرأيت قول الله: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما} ؛ فوالله ما على أحد جناح أن لا يطوف بالصفا والمروة؟ قالت: بئس ما قلت يا ابن أختي! إن هذه لو كانت كما أولتها عليه؛ كانت: (لا جناح عليه أن لا يتطوف بهما) فتأمله. لكن قد يعكر عليه ما أخرجه أحمد (٣ / ٢٦ - ٤٧) ؛ من طريق أبي الوداك، عن أبي سعيد في هذا الحديث: " واصنعوا ما بدا لكم؛ فإن قدر الله شيئا كان "؛ وإسناده على شرط مسلم، لكني أرى - والله أعلم - أن قوله: " اصنعوا ما بدا لكم " شاذ؛ لأنه تفرد به مجالد بن سعيد، ويونس بن عمرو أبي إسحاق السبيعي، وفيهما ضعف من قبل الحفظ، وقد خالفهما علي بن أبي طلحة عند مسلم (٤ / ١٥٩) ، وأبو إسحاق السبيعي عند أحمد (٣ / ٤٩ - ٥٩ - ٩٣) ؛ فلم يذكروا هذه الزيادة. ويؤيده أن الحديث في " الصحيحين "، و " المسند " (٣ / ٤٩، ٥٣، ٥٧، ٩٣) ؛ من طرق عن أبي سعيد بدونها؛ فثبت شذوذها؛ وراجع البيهقي (٧ / ٢٢٩) . (ن) (٢) • (٣ / ٥٣) . (ن) (٣) حديث ضعيف؛ كما بينه شيخنا في " ظلال الجنة " (رقم ٣٦٩) .