للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: أفرأيت الزنا، فإنا قوم نغترب، ولا بد لنا منه.

قال النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، حرام، فإن الله تعالى يقول: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلًا (الإسراء: ٣٢) .

قالوا: أفرأيت الربا، فإنه أموالنا كلها.

قال النبى صلى الله تعالى عليه وسلم: لكم رؤوس أموالكم، قال الله تعالي يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (البقرة: ٢٧٨) .

قالوا: أفرأيت الخمر، فإنه عصير أرضنا لا بد لنا منها.

قال النبى صلى الله تعالى عليه وسلم: إن الله تعالى قد حرمها وقرأ قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (المائدة: ٩٠) .

أخذوا بما قرره النبى صلى الله تعالى عليه وسلم لهم، ولكن بقية الوثنية فيهم، فقد سألوا النبى صلى الله تعالى عليه وسلم أن يبقى الربة (اللات) ، فقال: اهدموها، فقالوا واهمين: لو علمت الربة أنك تريد هدمها لقتلت أهلها.

فقال عمر بن الخطاب وكان حاضرا: ويحك يابن عبد ياليل إنما الربة حجر، قالوا: إنا لم نأتك يابن الخطاب. وقال ابن عبد ياليل لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: تول أنت هدمها فنحن لا نهدمها، وأرسل الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم سفيان بن حرب، والمغيرة بن شعبة فهدماها كما ذكرنا.

أكرمهم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بعد أن علمهم، وطلبوا أن يؤمر عليهم أحدا، فأمر أصغرهم عثمان بن أبى العاص، وكان قد حفظ سورا من القرآن الكريم وأدرك معانى الإسلام.

ولكن كان المتحدث عن ثقيف «١» ابن عبد ياليل، لأنهم الذين نصبوه المتحدث باسمهم، وكان عليما بنفوس قومه، يعلم كيف يدخل إلى نفوسهم وأمامه تجربة عروة بن مسعود الذى كان محبوبا أكثر من أبكارهم فلما جاءهم مسلما قتلوه.

ولذلك كتم قصة إسلامهم وما سلموا به للنبى صلى الله تعالى عليه وسلم من قبولهم لتحريم الزنا والربا والخمر، وجاؤا إليهم مخوفين، ولم يجيئوا إليهم مسلمين.


(١) أخبار عتق هؤلاء بعمل الصدق أخذناه من سيرة ابن هشام ج ١ ص ٣١٧، ٣١٨، ٣١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>